قلبك ويريحه من أذى الشبهات ، فما أنا في هذا الجمع إلا محقّق ما فهمته من (٢٥٩) الكتب ، ومتذكّر (٢٦٠) ما عقلته ، ومفيد غيري ما استفدته.
وهذه رسالة متفرعة على كتاب «الشفاء» أو جزء منه ، كان وجب أن يكون فيه ، لأن فصولها مستفادة ومسموعة ممن صنّفه (٢٦١) ، ولا علم إلا علمه ، والسلام.
(١٠٨٩) الشخصي قد يكون بنوع كليا (٢٦٢) يحكم ، وذلك إذا لم يكن مسندا (٢٦٣) إلى شيء مشار إليه ولم يكن بنفسه مشارا إليه.
(١٠٩٠) واعلم أن العلم بالشيء قد يكون من جهة الأسباب كمن يعلم أن الشمس إذا قارنها الكوكب الفلاني فإنها تنكسف ، وأنه إذا كان كذا انجلت ، وأن الزمان بين الكسوف وبين الانجلاء يكون كذا من غير أن يكون للزمان (٢٦٤) المحكوم عليه مقايسة إلى زمان الحاكم المشار إليه ؛ ومثل هذا لا يتغير العلم بالانجلاء مع العلم بالكسوف.
وقد يكون من جهة وجود المعلوم ومشاهدته ، فيكون المعلوم (٢٦٥) علة للعلم ، وإذا بطل المعلوم بطل العلم به ، لأن المعلول لا يبقى والعلة باطلة ، فكأن (٢٦٦) العلم بهذا المعلول من حيث هو ، فكيف يبقى العلم به مع بطلانه! وذلك كما أنك تشاهد الشمس منكسفة في زمان مشار إليه ثم يعدم ذلك الزمان ويجيء زمان آخر تكون فيه منجلية (٢٦٧) قبل هذا الانجلاء ، فلما جاء العلم الآخر بطل العلم الأول من غير أن يكون كذلك.
والأول يتناول المشاهدات بالعرض ، لأنه لا يختص (٢٦٨) بكسوف دون كسوف مثله ، بل أي كسوف كان مثله ، فإن ذاك (٢٦٩) العلم يصح أن يقع عليه ،
__________________
(٢٥٩) لر : عن.
(٢٦٠) لر : ومذكّر.
(٢٦١) لر : من مصنفه.
(٢٦٢) لر : كلى. (٢٦٣) لر : مستدا.
(٢٦٤) لر : الزمان. (٢٦٥) لر : المعلول.
(٢٦٦) لر : وكان. (٢٦٧) لر : متحيله.
(٢٦٨) لر : يختص. (٢٦٩) لر : زوال.
__________________
(١٠٩٠) راجع الرقم (٣٦٤).