شأن طبيعة هي بعينها مشتركة للجميع فتكون بكليتها من شأنها أن تقبل كل هذه الصور : بعضها مجتمعة ومتعاقبة (٣٢٤) ، وبعضها متعاقبة فقط.
(١١٠٦) وأما أن هذا الحادث وهذا الكائن : هل يحتاج أن يتقدم كونه وحدوثه وجود جوهر كان مقارنا لعدم الصورة الكائنة ثم فارقه و (٣٢٥) بطل عنها العدم ، فهو أمر ليس يتبيّن لنا عن قريب. ـ يشير به (٣٢٦) إلى قوله في الإلهيات : كل كائن بعد ما لم يكن ، فإنه يحتاج إلى مادة.
(١١٠٧) كيف تكون دلالة المبادئ الثلاثة دلالة التشكيك؟ فإن دلالة الهيولى أشدّ دلالة على الاولى من الثانية والثالثة في هيوليته لا في وجوده.
(١١٠٨) قوله في (٣٢٧) حد الطبيعة : «ليس على أنها يجب في كل شيء أن يكون مبدء للحركة والسكون معا (٣٢٨) ، بل على أنها مبدأ لكل أمر ذاتي يكون للشيء (٣٢٩) من الحركة إن كانت ، والسكون إن كان» ـ يعني أنه لم يعن (٣٣٠) بها أن يكون مبدأ لشيء يتحرك (٣٣١) ثم يسكن ، بل (٣٣٢) للحركة والسكون مفردين متعاقبين (٣٣٣). والوجه الثاني أن الطبيعة تحرك لما يتحرك عن ذاته ، لا عن خارج ؛ مثل الحجر النازل ليس الصاعد ؛ وإن شئت أن تجعل النموّ بالطبيعة وتطلق اسم الطبيعة على ذلك ، وتأخذ الطبيعة على أحد المعاني المذكورة [فافعل ـ يعني القوة النامية إن جعلتها طبيعية] (٣٣٤).
(١١٠٩) لم يعرف أنطيفن أن مقوم الشيء يجب أن لا يكون منه بدّ عند وجود الشيء ، ليس أنه الذي لا بد منه عند عدم الشيء. وما يعنينا أن يكون الشيء ثابتا (٣٣٥) في الأحوال ، ووجوده لا يكفي في أن يحصل الشيء بالفعل
__________________
(٣٢٤) معاقبة. (٣٢٥) الواو ساقطة من لر.
(٣٢٦) لر : يشير به إليه إلى قوله.
(٣٢٧) «فى» ساقطة من لر.
(٣٢٨) لر : والسكون مقابل على.
(٣٢٩) لر : بشيء. (٣٣٠) لر : يعنى أنه لم يعن بها.
(٣٣١) لر : متحرك.
(٣٣٢) لر : لم. (٣٣٣) لر : مقربين ومتعافتين.
(٣٣٤) لر : ما معنى القوة النامية أن يجعله طبيعية و
(٣٣٥) لر : ثابت.
__________________
(١١٠٨) راجع الشفاء : السماع الطبيعي ، م ١ ، ف ٥ ، ص ٣١.