غدائره مستشزرات إلى العلا (١)
والغرابة : أن تكون الكلمة وحشيّة ، لا يظهر معناها ، فيحتاج في معرفته إلى أن ينقّر عنها في كتب اللغة المبسوطة ، كما روي عن عيسى بن عمر النحوي (٢) أنه سقط عن حمار ، فاجتمع عليه الناس ، فقال : «ما لكم تكأكأتم عليّ تكأكؤكم على ذي جنّة؟
افرنقعوا عنّي» أي اجتمعتم تنحّوا.
أو يخرّج لها وجه بعيد. كما في قول العجّاج :
وفاحما ومرسنا مسرّجا (٣)
فإنه لم يعرف ما أراد بقوله «مسرّجا» حتى اختلف في تخريجه ، فقيل : هو من قولهم للسيوف «سريجيّة» منسوبة إلى قين يقال له سريج ، يريد أنه في الاستواء والدقة كالسيف السّريجيّ ، وقيل : من السّراج ، يريد أنه في البريق كالسّراج ، وهذا يقرب من قولهم «سرج وجهه» بكسر الراء ـ أي حسن ، وسرّج (الله) وجهه» أي بهّجه وحسّنه.
ومخالفة القياس كما في قول الشاعر :
الحمد لله العليّ الأجلل (٤)
__________________
(١) عجز البيت :
تضلّ المدارى في مثنّى ومرسل
والبيت من الطويل ، وهو في ديوان امرىء القيس ص ١٧ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٧١ ، ولسان العرب (شزر) ، (عقص) ، ومعاهد التنصيص ١ / ٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٨٧ ، وتاج العروس (شقأ) ، وأساس البلاغة (دري). ومستشزرات : مرتفعات.
(٢) عيسى بن عمر : هو أبو عمرو عيسى بن عمر الثقفي النحوي البصري ، مولى خالد بن الوليد ، توفي سنة ١٤٩ ه ، صنف : الإكمال في النحو ، جامع في النحو. (كشف الظنون ٥ / ٨٠٥).
(٣) الرجز للعجاج في ديوانه ٢ / ٣٤ ، ولسان العرب (سرج) ، (رسن) ، وتاج العروس (سرج) ، (رسن) ، وجمهرة اللغة ص ٤٥٨ ، ٧٢٢ ، ومجمل اللغة ٣ / ١٣٨ ، وأساس البلاغة (رسن) ، وكتاب العين ٦ / ٥٣ ، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ١٠ / ٥٨٢ ، ومقاييس اللغة ٣ / ١٥٦ ، والمخصص ١٠ / ٩٢ ، ٢ / ١٥٥.
(٤) يلبه :
أعطى فلم يبخل ولم يبخّل
والرجز لأبي النجم في خزانة الأدب ٢ / ٣٩٠ ، ولسان العرب (جلل) ، والدرر ٦ / ١٣٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٤٩ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٩٥ ، وجمهرة اللغة ص ٤٧١ ، وتاج العروس ـ (