ما قبله في حكمه فيمتنع عطفه عليه كالمثالين السابقين (١).
ونحو : مات زيد وطلوع الشمس (٢) ، فإنه يتعين النصب ويمتنع العطف ؛ إذ العطف يقتضي التشريك في المعنى وطلوع الشمس لا يقوم به الموت ، ومثله : لا تنه عن القبيح وإتيانه (٣) ؛ إذ لو جر بالعطف لكان المعنى لا تنه عن القبيح وعن إتيانه وهو خلاف المعنى.
__________________
(١) هما : استوى الماء والخشبة ، وأنا سائر والنيل ، فإن الخشبة غير مشاركة للماء في الاستواء ؛ إذ الاستواء هنا بمعنى الارتفاع والاعتلاء لا بمعنى الاعتدال الذي هو ضد الاعوجاج ، فيمتنع عطفها على الماء لفساد المعنى بذلك ويجب نصبها مفعولا معه ، والمعنى أن الماء لم يزل يزداد حتى صار مصاحبا للخشبة في استوائه أي ارتفاعه ، ويتعين النصب في نحو : أنا سائر والنيل ، ويمتنع العطف لأنه لا يصح فيه مشاركة ما بعد الواو لما قبلها لأنه لا يقال : سار النيل ، بل يقال : جرى ، فمعنى المثال حينئذ أنا سائر مصاحب في السير النيل لأنه سار وسار النيل معه.
(٢) مات زيد وطلوع الشمس : مات : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، الواو : واو المعية. طلوع : مفعول معه منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والشمس : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.
(٣) لا تنه عن القبيح وإتيانه : لا : ناهية. تنه : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الألف ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. عن القبيح : جار ومجرور ؛ عن : حرف جر ، والقبيح : مجرور بعن وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بتنه. وإتيانه : الواو : واو المعية ، إتيان : مفعول معه منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.