س: للحال خمسة أحكام ربما تخلفت عنه اذكر ذلك مع التمثيل (١).
ج : الأول : أن يكون الحال نكرة فإن وقع بلفظ المعرفة فمؤول بنكرة نحو جاء زيد وحده (٢) أي منفردا. فوحد معرفة لإضافته إلى الضمير وهو
__________________
وبعض البصريين إلى أنه يجوز أن يجيء الحال من المضاف إليه مطلقا أي بلا شرط ، وذهب جمهور النحاة إلى أنه لا يجوز مجيء الحال من المضاف إليه إلا إذا توفر له واحد من ثلاثة أمور : أحدها : أن يكون المضاف هو العامل في الحال كما في قوله تعالى : (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) فجميعا حال من الكاف وناصبه مرجع. الثاني : أن يكون المضاف بعضا من المضاف إليه كما في قوله تعالى : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) فميتا حال من الأخ وهو مخفوض بإضافة اللحم إليه ، والمضاف بعض ما أضيف إليه ، ولهذا يصح إسقاطه بأن يقال في غير القرآن : «أن يأكل أخاه». الثالث : أن يكون المضاف كبعض من المضاف إليه في صحة إسقاطه والاستغناء عنه بالمضاف إليه ، كما في قوله تعالى : (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) فحنيفا حال من إبراهيم وهو مخفوض بإضافة الملة إليه ، والملة كالجزء من المضاف إليه إذ يصح الاستغناء بالمضاف إليه عنها ، فلو قيل في غير القرآن : «أن اتبع إبراهيم حنيفا» لصح.
(١) كل من الأمثلة السابقة يشتمل على الأحكام الخمسة الآتي ذكرها ، فمثلا : جاء الشيخ مبتسما ، فمبتسما نكرة ومشتق ، والابتسام وصف ليس ثابتا لازما ، وجاء بعد تمام الكلام ، وصاحب الحال وهو الشيخ معرفة.
(٢) جاء زيد وحده : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. وحد : حال من الفاعل وهو جامد مؤول بمشتق