.................................................................................................
__________________
بضعة عشر ميلا ، وهو يذكّر ويؤنّث ، فإن قصدت به البلد ذكّرته وصرّفته كقوله عزوجل : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)(٢٩)
وإن قصدت به البلدة والبقعة أنّثته ولم تصرّفه كقول الشاعر :
نصروا نبيّهم وشدّوا أزره |
|
بحنين ، يوم تواكل الأبطال (٣٠) |
وقال خديج بن العوجاء النّصري :
ولما دنونا من حنين ومائه |
|
رأينا سوادا منكر اللون أخصفا (٣١) |
بملمومة عمياء لو قذفوا بها |
|
شماريخ من عروى ، إذا عاد صفصفا (٣٢) |
ولو أنّ قومي طاوعتني سراتهم |
|
إذا ما لقينا العارض المتكشفا (٣٣) |
إذا ما لقينا جند آل محمد |
|
ثمانين ألفا ، واستمروا بخندفا (٣٤) |
__________________
(٢٩) سورة التوبة الآية ٢٥.
(٣٠) الأزر : القوة ، والظهر. يقال : شد أزره أي قوّاه ، يقول تعالى في سورة طه الآية ٣١ : (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) أي : ظهري. تواكل الأبطال : اتكل بعضهم على بعض.
(٣١) الأخصف : مصدر : خصف : وخصف النعل : خرزها بالمخصف (المخرز) فهي خصيف ، وخصف العريان الورق على بدنه : ألزقه به ليستتر به ، وخصف الشيء إلى الشيء : ضمه إليه.
(٣٢) الملمومة : المجتمع المدوّر ، والمجنون ، وصخرة ملمومة : مستديرة صلبة. الشماريخ : المفرد : الشمروخ ، ورأس الجبل ، وأعلى السّحاب ، وغصن دقيق رخص ينبت في أعلى الغصن الغليظ. الصفصف : المستوي من الأرض لا نبات فيه. قال تعالى في سورة طه : (فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً).
(٣٣) السراة : سراة كل شيء : أعلاه ، وسراة النهار : وقت ارتفاع الشمس في السماء ، والسراة من الطريق : وسطه ومعظمه ، ومن الفرس : أعلى ظهره ، والجمع : سروات ، وسروات القوم : سادتهم ورؤساؤهم. العارض : ما اعترض في الأفق فسدّه من سحاب أو جراد أو نحل ، وصفحة الخد.
(٣٤) الخندق : التّبختر في المشي ، والهرولة.