.................................................................................................
__________________
قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول الله تعالى : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ)(٤٢) قال يعني مصر. وإن مصر خزائن الأرضين كلها وسلطانها سلطان الأرضين كلها ، ألا ترى إلى قول يوسف عليهالسلام لملك مصر :
(اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)(٤٣).
ولم يذكر عزوجل في كتابه مدينة بعينها بمدح غير مكّة ومصر فإنّه
__________________
عليهم ، وكان يطوف في الأسواق منفردا ، ويقضي بين الناس حيث أدركه الخصوم ، وكتب إلى عماله : إذا كتبتم لي فابدأوا بأنفسكم ، وروى الزهري : كان عمر إذا نزل به الأمر المعضّل دعا الشبان فاستشارهم يبتغي حدّة عقولهم ، وله كلمات ، خطب ورسائل غاية في البلاغة. وكان لا يكاد يعرض له أمر إلا أنشد فيه بيت شعر. وكان أوّل ما فعله لما ولي أن ردّ سبايا أهل الردة إلى عشائرهن وقال : كرهت أن يصير السبي سبة على العرب. وكانت الدراهم في أيامه على نقش الكسروية ، وزاد في بعضها : «الحمد لله» وفي بعضها «لا إله إلا الله وحده» وفي بعضها : «محمد رسول الله» له في كتب الحديث : ٥٣٧ حديثا. وكان نقش على خاتمه كفى بالموت واعظا يا عمر وفي الحديث «اتقوا غضب عمر ، فإن الله يغضب لغضبه» لقبه النبيّ صلىاللهعليهوسلم بالفاروق ، وكنّاه بأبي حفص. وكان يقضي على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم. قالوا في صفته : كان أبيض عاجي اللون ، طوالا مشرقا على الناس ، كث اللحية ، منحسر الشعر من جانبي الجبهة ، يصبغ لحيته بالحناء والكتم ، قتله أبو لؤلؤة فيروز الفارسي غلام المغيرة بن شعبة غيلة سنة ٢٣ ه الموافق ٦٤٤ م ، بخنجر في خاصرته في صلاة الصبح ، وعاش بعد الطعنة ثلاث ليال. (انظر : الكامل لابن الأثير : ٣ / ١٩ ، وتاريخ الطبري : ١ / ١٨٧ و ٢ / ٨٢ ، والإصابة في تمييز الصحابة رقم : ٥٨٣٨ ، وصفة الصفوة : ١ / ١٠١ ، وحلية الأولياء : ١ / ٣٨ ، وتاريخ الخميس : ١ / ٢٥٩ و ٢ / ٢٣٩ ، وأخبار القضاة لوكيع : ١ / ١٠٥ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٨٨ ، و ١٦٧ ، وشذور العقود للمقريزي : ٥ ، والكنى والأسماء : ١ / ٧ ، والإسلام والحضارة العربية : ٢ / ١١١ و ٣٦٤ ، والأعلام : ٥ / ٤٤٥.
(٤٢) سورة المؤمنون الآية ٥٠.
(٤٣) سورة يوسف ٥٥.