.................................................................................................
__________________
الجهني (٧٧) وغيرهم.
قال أمية : يكتنف مصر من مبدئها في العرض إلى منتهاها جبلان أجردان غير شامخين متقاربان جدا في وضعهما. أحدهما في ضفة النيل الشرقية وهو جبل المقطّم ، والآخر في الضّفّة الغربية منه ، والنّيل منسرب فيما بينهما من لدن مدينة أسوان إلى أن ينتهيا إلى الفسطاط ، فثمّ تتسع مسافة ما بينهما ، وتنفرج قليلا ، ويأخذ المقطم منها شرقا فيشرف على فسطاط مصر ، ويغرب الآخر على وراب من مسلكيهما وتعريج مسلكيهما ، فتتسع أرض مصر من الفسطاط إلى ساحل البحر الرومي الذي عليه الفرما وتنيس ودمياط ورشيد والإسكندرية.
ولذلك مهبّ الشمال يهب إلى القبلة شيئا ما ، فإذا بلغت آخر مصر عدت ذات الشمال واستقبلت الجنوب ، وتسير في الرّمل وأنت متوجّه إلى القبلة فيكون الرّمل من مصبّه عن يمينك إلى إفريقية وعن يسارك من
أرض مصر الفيوم منها وأرض الواحات الأربع وذلك بغربي مصر ، وهو ما استقبلته
__________________
الاسماع : ١ / ٣٠٨ و ٤٤٤ ، وحسن الصحابة : ٣٠٥ ، والمحبر : ٧٧ ، وتاريخ الإسلام للذهبي : ٢ / ٨٧ ، والأعلام : ٤ / ٧٨)
(٧٧) عقبة بن أمية الجهني : أمير من الصحابة ، كان رديف النبي صلىاللهعليهوسلم ، وشهد صفين مع معاوية ، وحضر فتح مصر مع عمرو بن العاص. وولى مصر سنة ٤٤ ه وعزل عنها سنة ٤٧ ه وولي غزو البحر ، ومات بمصر سنة ٥٨ ه الموافق ٦٧٨ م. كان شجاعا فقيها شاعرا قارئا من الرواة ، وهو أحد من جمع القرآن. روى ٥٥ حديثا. (انظر : دول الإسلام للذهبي : ١ / ٢٩ ، والاصابة الترجمة رقم : ٥٦٠٣ ، وحلية الأولياء : ٢ / ٨ ، وجمهرة الأنساب : ٤١٦ ، والمخطوطات المصورة : التاريخ : ٢ ق ٤ / ١٤٢ ، والأعلام : ٤ / ٢٤٠).