.................................................................................................
__________________
وروم وعرب وبربر وأكراد وديلم وأرمن وحبشان وغير ذلك من الأصناف والأجناس ، إلا أن جمهورهم قبط ، والسبب في اختلاطهم تداول المالكين لها والمتغلبين عليها من العمالقة واليونانيين والروم والعرب وغيرهم ، فلهذا اختلطت أنسابهم واقتصروا من الانتساب على ذكر مساقط رؤوسهم.
وكانوا قديما عبّاد أصنام ومدبّري هياكل إلى أن ظهر دين النصرانية بمصر فتنصّروا وبقوا على ذلك إلى أن فتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، فأسلم بعضهم وبقي البعض على دين النصرانية ، وغالب مذهبهم يعاقبة (٨٤).
قال : أما اخلاقهم فالغالب عليها اتباع الشهوات والانهماك في اللذات والاشتغال بالتنزهات والتصديق بالمحالات وضعف العزمات.
قالوا : ومن عجائب مصر النّمس وليس يرى في غيرها ، وهو دويبة كأنها قديدة (٨٥) ، فإذا رأت الثعبان دنت منه ، فيتطوّى عليها ليأكلها إذا صارت في فمه زفرت زفرة وانتفخت انتفاخا عظيما فينقدّ (٨٦) الثعبان من شدّته
__________________
(٨٤) اليعاقبة : أو السريان : هم اليوم المسيحيون أبناء اللغة السريانة ، انفصلت منهم جماعة عن كنيسة أنطاكية على أثر المجادلات اللاهوتيه حول طبيعة المسيح ، وتنظمت في سورية وفي بلاد ما بين النهرين ، بفضل يعقوب البردعي كنيسة يعرف أبناؤها باليعاقبة في القرن السادس ، كما تفرّعت منهم في القرن الخامس الكنيسة المارونية ، وقد تكوّنت في القرن السابع عشر كنيسة سريانية كاثوليكية ، وفي الهند طائفة لا يستهان بها من السريان هم المالنكاريون. (المنجد في الأعلام ٣٥٤).
(٨٥) القديد : من اللحم : ما قطع طولا وملّح وجفّف في الهواء والشمس.
(٨٦) ينعقد : ينشق.