.................................................................................................
__________________
وقال أبو بكر بن الأنباري : سميت مكة لأنها تمكّ الجبّارين أي تذهب نخوتهم.
ويقال : إنما سميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم :
قد امتكّ الفصيل ضرع أمه إذا مصّه مصا شديدا.
وسميت بكة لازدحام الناس بها ، قاله أبو عبيدة وأنشد :
إذا الشريب أخذته أكّه |
|
فخلّه حتى يبكّ بكّه |
ويقال : مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت.
وقال آخرون : مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا : ما هذا بضربة لازب ولازم.
قال الشرقي بن القطاميّ ، إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول : لا يتمّ حجّنا حتى نأتي مكان الكعبة منمكّ فيه. أي نصفر صفير المكاء حول الكعبة ، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها.
قال أعرابي ورد الحضر ، فرأى مكاء (٤) يصيح ، فحنّ إلى بلاده فقال :
ألا أيها المكاء ما لك ههنا |
|
ألاء ولا شيح فأين تبيض |
فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب |
|
قرى الشام لا تصبح وأنت مريض |
وقال قوم : سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكوك (٥).
__________________
(٤) المكاء : طائر يأوي الرياض.
(٥) المكوك : عربي أو معرب قد تكلمت به العرب ، وجاء في أشعار الفصحاء ، قال الأعشى :
والمكاكي والصّحاف من الفضّ |
|
ة والضامرات تحت الرحال |