.................................................................................................
__________________
ولما حملت نائلة بنت الفرافصة (٧٠) إلى عثمان بن عفان (٧١) رضي الله
__________________
(٧٠) نائلة بنت الفرافصة : بنت الأحوص الكلبية ، زوجة أمير المؤمنين عثمان بن عفّان ، كانت خطيبة شاعرة من ذوات الرأي والشجاعة ، حملت إلى عثمان من بادية السماوة فتزوجها وأقامت معه في المدينة. ولما كان بدء الثورة عليه نصحته باستصلاح عليّ بن أبي طالب ، وكان قد حذّره ، فأرسل إليه يدعوه ، فقال علي : قد أعلمته أني لست بعائد. ودخل المصريون دار عثمان ، وبأيديهم السيوف فضربه أحدهم ، فألقت نائلة نفسها على عثمان وصاحت بخادمها رباح ، فقتل الرجل ، وهجم آخر فوضع ذباب السيف في بطن عثمان ، فأمسكت نائلة السيف فحز أصابعها ، وقتل عثمان ، فخرجت تستغيث ، ففر القتلة ، وأنشدت بعد دفنه بيتين في رثائه قيل : تمثلت بهما ، وانصرفت إلى المسجد فخطبت في الناس تقول : «عثمان ذو النورين قتل مظلوما بينكم الخ ...» وهي خطبة طويلة ، ثم كتبت إلى معاوية وهو في الشام ، تصف دخول القوم على عثمان ، وأرسلت إليه قميصه مضرجا بالدم وبعض أصابعها. المقطوعة ، ولما سكنت الفتنة خطبها معاوية لنفسه فأبت ، وحطمت أسنانها وقالت : إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب ، وأخاف أن يبلى حزني على عثمان فيطلع مني رجل على ما اطلع عليه عثمان. (انظر : نسب قريش : ١٠٥ ـ ١٨٠ ، والمحبر : ٢٩٤ ، ٣٩٦ ، وبلاغات النساء : ٧٠ ، والتاج : ٤ / ٤١٥ ، وطبقات ابن سعد : ٨ / ١٣٥٥ ، والدر المنثور : ٥١٦ ، وأعلام النساء : ٣ / ١٥٣٠ ، والأعلام :٧ / ٣٤٣).
(٧١) عثمان بن عفان : بن أبي العاص بن أمية من قريش ، أمير المؤمنين ، ذو النورين ، ثالث الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين ، من كبار الذين اعتز بهم الإسلام في عهد ظهوره ، ولد بمكة سنة ٤٧ ق. ه الموافق ٥٧٧ م ، وأسلم بعد البعثة بقليل. كان غنيا شريفا في الجاهلية ، ومن أعظم أعماله في الإسلام تجهيزه جيش العسرة بماله ، فبذل ثلاث مئة بعير بأقتابها وأحلاسها وتبرع بألف دينار ، وصارت إليه الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب رضياللهعنه سنة ٢٣ ه ، فافتتحت في أيامه أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص ، وأتم جمع القرآن ، وكان أبو بكر الصديق قد جمعه وأبقى ما بأيدي الناس من الرقاع والقراطيس ، فلما ولي عثمان طلب مصحف أبي بكر ، فأمر بالنسخ عنه وأحرق كل ما عداه ، وهو أول من زاد في