والذي بطالع بديعية ابن حجة ، وبنظر إلى تعليقاته وشروحه ، على أبياتها في (خزانته) يقع على جملة كبيرة من وجهات النظر النقدية ، لأبيات الحلي ، تتعاقب بين الاستحسان والاستملاح من جهة ، والتعريض والنقد اللاذع من جهة ثانية. ولست هنا في معرض بيان موقف ابن حجة من قصيدة الحلي (١) ، فقد سبق أن عرفنا أنه أعجب بها ، فاختارها طريقا لمجاراته ومعارضته.
ومطلع هذه القصيدة الحموية :
لي في ابتدا مدحكم يا عرب ذي سلم |
|
براعة تستهلّ الدّمع في العلم (٢) |
واشتملت هذه البديعية على مائة وستة وثلاثين نوعا بديعيا في مائة وثلاثة وأربعين بيتا. وقال خليفة في شرحه عليها : «شرحها شرحا مفيدا ، وهو مجموع أدب قلّ أن يوجد في غيره ، ولعل مقتنيه يستغني عن غيره من الكتب الأدبية ...» (٣) ولم يكتف ابن حجة بهذا الموقف منه مع الحلي بل ألف مختصرا فشرح بديعيته أسماها «ثبوت الحجة على الموصلي والحلي».
٢. بديعية الحميدي : عبد الرحمن بن أحمد بن علي المسماة : (فتح البديع بشرح تمليح البديع بمدح الشفيع) وعليه مختصر باسم : (منح السميع
__________________
(١) تنظر الخزانة : الصفحات : ٢٢ ، ٢٦ ـ ٢٧ و ٤١ ـ ٤٢ وص ٤٦ حين تحدث عن بيت الحلي في (٧١ شطرار) .. الخ.
(٢) الخزانة : ص ٣.
(٣) كشف الظنون : ١ / ٢٣٣.