الثاني : حصر الأصناف البديعية التي اطلع عليها ، وفهم معانيها ، وأدرك أسرارها ، لتكون القصيدة ممارسة فعلية وتطبيقا عمليا للأنواع البديعية التي تجمعت لديه.
ولذلك جاءت قصيدته البديعية التي سماها : (نتائج الألمعية) كتابا علميا في فن البديع ، بحثا ، وأمثلة ، وتطبيقا على الأنواع ، فضلا عن أنها قد حفلت بأدق المعاني ، وأجمل الصور الشعرية في حقّ النبي صلىاللهعليهوسلم. وهذا هو الذي جعل الذين يتأثرون بنظم القصائد البديعية ، يتخذون من قصيدة الحلي (الكافية البديعية) منطلقا للمعارضة ، والمطارحة والنسج على أصولها البديعية.
ولقد ذكرت كتب الأدب جملة من أصحاب هذه البديعيات ممن نسجوا على منوال الصفي الحلي.
١. بديعية أبي بكر علي بن حجة الحموي (٨٣٧ ه) التي سماها ب : (تقديم أبي بكر رضياللهعنه). وقد صرح بمجاراته للحلي ، بقوله (١) : «وأجاري الحلة برقة السحر الحلال الذي ينفث في عقد الأقلام. وحدّد منهجه في مجاراة الصفي بقوله : «وجاريت الحلي مقيّدا بتسمية النوع وهو من ذلك محلول العقال ، وسميتها تقديم أبي بكر ، عالما أنه لا يسمع من الحلي والموصلي في هذا التقديم مقال».
وأشار في مواطن أخرى من خزانته إلى بعض أنواع مجاراته للصفي ، من نحو قوله : «قد صدّرت بديعيتي هذه بالجناس المركب والمطلق ، حسبما رتبه الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته» (٢).
__________________
(١) خزانة الأدب : ص ٣.
(٢) نفسها : ص ٢٢.