مضمنا كل بيت منها نوعا بديعيا. ويدعي كذلك أنّ ما ذهب إليه الدكتور زكي مبارك من كون البديعيات تطورا للمدائح النبوية إسراف وتجنّ.
وعلى الرغم من أنّ السليماني قد سبق إلى وجود مثل هذه المحاولة ، إلّا أنّ ثمة أمورا لا يغفلها الباحث تضع الريادة والتقدم للصفي الحلي ، وهي :
١. أن قصيدة السليماني من بحر الخفيف ، وقصائد البديعيات من بحر البسيط.
٢. أن الغالب على روي القصائد البديعية هو الميم وهو ما أسسه البوصيري في مدحته ثم تحولت عند الحلي إلى (بديعية) كما سبقت الإشارة.
٣. أن المعارضات والمجاراة والمتابعات بنيت جميعها على قصيدة الحلي ، ولم نسمع أن شاعرا عارض السليماني. أو بنى على بناء قصيدته ، مضمونا أو شكلا فضلا عن أنّ قصيدة السليماني ليست في مدح الرسول صلىاللهعليهوسلم.
٤. أن الصفي الحليّ قد وضع أسسا ملتزمة في بناء القصيدة من مطلعها حتّى اختتامها ، وهو ما سار عليه ، المقلدون ، إلّا في بعض الخروجات من مثل التورية عن الفن البديع ولعل أفضل من ناقش ريادة قصيدة الحلي في فن البديعيات النبوية ، هو الباحث علي أبو زيد في كتابه (البديعيات في الأدب العربي ـ نشأتها ـ تطورها ـ أثرها ...) (١) فقد ردّ كثيرا من المزاعم التي ادّعاها كل من زكي مبارك (٢) في تقديم ابن جابر
__________________
(١) انظر : البديعيات : علي أبو زيد : الصفحات : ٥٥ ـ فما بعد (نشأة البديعيات).
(٢) انظر : كتابه : المدائح النبوية : ٢٠٦.