وعلى أساس الكعبة المشرفة ، وفوق المعجن مباشرة ، يوجد نقش كوفى قديم ، لكنى لم أستطع قراءة ذلك النص ، ولم تتهيأ لى فرصة تدوينه. ولم يأت أحد من المؤرخين على ذكر هذا النقش.
على الجانب الغربى من الكعبة المشرفة وعلى بعد حوالى قدمين من قمتها نحو الأسفل ، يوجد ميزاب شهير ، ينصرف من خلاله ماء المطر الذى يتجمع فوق سطح الكعبة ، لكى يسقط على الأرض ، طول هذا الميزاب يقدر بحوالى أربعة أقدام ، وعرضه حوالى ست بوصات ، وهذا على حد رؤيتى له من الأسفل ، وحواف هذا الميزاب تتساوى مع عرض الميزاب من حيث الارتفاع. عند مقدمة الميزاب ، يتدلى جزء يسمونه ذقن الميزاب ، وهو عبارة عن لوح يسقط عليه الماء. هذا الميزاب أرسل من إسطنبول إلى هنا فى العام ٩٨١ الهجرى ، ويقال إنه من الذهب الخالص. الرصيف الموجود حول الكعبة المشرفة ، أسفل الميزاب ، جرى بناؤه فى العام ٨٢٦ الهجرى ، وهو مكون من أحجار مختلفة الألوان ، تكون فى مجملها نوعا رائعا من المنمنمات. هناك بلاطتان من الرخام المعرق فى الوسط ، هاتان البلاطتان على حد قول المقريزى (*) ، أرسلتا إلى هنا على شكل هدية من القاهرة فى العام ٤٢١ الهجرى. هذا هو المكان الذى يقول الحديث الشريف ، إنه دفن فيه إسماعيل ، ولد (سيدنا) إبراهيم ويصح فيه أيضا إبراهام ، وأمه هاجر ، وهنا من الخير للحاج أن يصلى ركعتين. هذا الجانب الغربى فيه جدار شبه دائرى ، طرفاه على خط واحد من جانبى الكعبة المشرفة ، ويبعدان عنها مسافة ثلاثة أقدام أو أربعة ، ويتركان فتحة تؤدى إلى المكان الذى دفن فيه (سيدنا) إسماعيل. الحائط هنا يسميه الناس الحطيم ، والمساحة التى يضمها هذا الحطيم ، يسمونها الحجر ، أو بالأحرى حجر إسماعيل ، من منطلق انفصالها عن بناء الكعبة المشرفة ، الجدار نفسه يطلق عليه هذا الاسم فى بعض الأحيان ، أما الاسم الحطيم فيطلقه
__________________
(*) راجع كتاب المقريزى ، الفصل المعنون «امتيازات مصر».