فلن يكون هؤلاء العاملون والخدم فى ضيق من افتقارهم إلى ضروريات الحياة أو مباهجها.
المسئول الأول فى الحرم هو ما يسمونه نائب الحرم ، أو حارس الحرم ، وهو الذى يحمل مفاتيح الكعبة. ويجرى وضع المبالغ التى تهدى للمبنى بين يدى هذا الحارس وهو الذى يقوم بتوزيع المبالغ هذه مع القاضى. وتجرى صيانة المسجد الحرام وإصلاحاته تحت إشراف حارس الحرم. (*) لقد أكدوا لى ، لكنى لا أعرف مدى صدق ذلك ، أن حسابات حارس الحرم السنوية ، التى يحصيها كل من الشريف والقاضى ، والتى كانت ترسل إلى إسطنبول ، تقدر بحوالى ثلاثمائة صرة كل عام ، للصرف منها على الإصلاحات الضرورية ، والإضاءة ، والسجاد ، إلخ ، وإعاشة الطواشيّة. المنتسبين إلى المسجد. حارس الحرم هذا تصادف فى هذه الأيام أن يكون واحدا من عمداء الأسر الرئيسية الثلاث المنحدرة عن قريش القديمة ، والذى لا يزال مقيما فى مكة. بعد حارس الحرم فى المنزلة ، يجىء أغا الطواشى ، أو كما يسمونه أغا الطواشية هؤلاء الطواشية يقومون بأعمال ضباط الشرطة فى المسجد (**) ، كما أنهم مسئولون عن منع الإخلال بالنظام ، وعن مسائل الكنس والتنظيف اليومى ، باستخدام مقشات كبيرة ، وتنظيف الرصيف المحيط بالكعبة وكنسه. وقد شاهدت مياه المطر ، فى موسم سقوط الأمطار متجمعة فوق الرصيف إلى ارتفاع قدم تقريبا ، وفى المناسبات التى من هذا القبيل يساهم حجاج كثيرون فى إزالة هذا الماء عن طريق فتحات متعددة موجودة فى الرصيف ، يقال إنها تؤدى إلى تجاويف كبيرة أسفل الكعبة ، وذلك على الرغم من أن مؤرخى مكة ومؤرخى المسجد الحرام لا يأتون على ذكر هذه التجاويف.
__________________
(*) شرف الاحتفاظ بمفاتيح الكعبة ، والأرباح الناتجة عن ذلك ، كان دوما محلا للصراع بين القبائل العربية القديمة.
(**) استخدام العبيد أو الطواشيّة فى هذا المسجد له تاريخ قديم ؛ معاوية بن أبى سفيان ، بعد وفاة محمد صلىاللهعليهوسلم بوقت قصير أمر باستخدام العبيد فى الكعبة. راجع الفاسى.