أثناء مقامى فى مكة لم أنعم أبدا بالصحة الجيدة ، فقد داهمتنى الحمى مرتين ، وبعد رحيل قافلة الحج السورية أصابتنى نوبة إسهال حاد ، نجوت منها عندما شرعت فى السفر إلى المدينة المنورة. فى تلك الأيام وعندما كنت خاليا من المرض ، كنت أستشعر الكسل والتراخى ، والاكتئاب ، وفقدان الشهية. طوال أيام الحج الخمسة ، كنت بصحة جيدة ، على الرغم من تخوفى من النتائج المترتبة على خلع ملابس الإحرام. تضاءلت قوتى ، وتطلبت منى جهدا كبيرا ، كلما كنت أود الخروج من غرفتى.
عزوت مرضى إلى عدم صلاحية المياه ، وقد تعلمت من تجاربى السابقة أن جسمى شديد الحساسية لنقص الماء الخفيف أو غيابه ، مادة الحياة الأولى فى بلدان الشرق. الماء المالح فى الصحراء قد يحظى برضا وتحية الرجّالة. وعلى الرغم من ارتفاع درجة حرارتهم بسبب الرحلة ، وعلى الرغم من عملهم تحت ضغوط العمل ومعوقاته الناجمة عن نوعية الطعام الذى يتناولونه على الطريق ، فإن الماء المالح يعد ملينا لطيفا ، وبالتالى فهو يعمل عمل الجرعات الطبية ، لكن الوضع على العكس من ذلك إذا ما استعمل هذا الماء المالح أثناء الإقامة المستقرة لفترة طويلة ، مما يجعل المعدة تتعود على هذا النوع من الماء. لو كنت فى صحة أفضل ، وروح معنوية أفضل ، فلربما قمت بزيارة بعض الوديان القريبة من الجنوب ، أو أمضيت أشهرا معدودة بين البدو الحجازيين ، لكن النتائج التى تترتب على اعتلال الصحة ، تشكل نوعا من القلق والإزعاج للرحال ويروح يرافقه ، هو والمخاوف التى تستحوذ على ذهنه ، والأخطار التى قد لا يدركها الرحال فى ظل مثل هذه الظروف.
أسعار المؤن والتموينات فى مكة كانت على النحو التالى فى شهر ديسمبر
من العام ١٨١٤ : |
قرش |
بارة |
رطل لحم بقرى |
٢ |
١٠ |
رطل لحم الضأن |
٢ |
٠ |
رطل لحم جملى |
١ |
٠ |