النساء منهم ينقعن زر الورد فى الماء ليستخدمن الماء بعد ذلك فى وضوئهن ، هن أيضا يغلين هذه الورود الصغيرة مع السكر ، ليصنعن منها شرابا طيب الرائحة. السكر الذى يباع فى محلات بيع العقاقير يجرى إحضاره من الهند ، هذا السكر يميل لونه الأبيض إلى الاصفرار ، وهو شديد النقاء لكنه على شكل مسحوق. يجرى استيراد كمية صغيرة من السكر من مصر ، لكن الناس هناك لا يستلطفون السكر المصرى ، الناس هنا يفضلون بشكل عام كل ما يأتى من الهند ، ظنا منهم أن المنتجات الهندية أجود ، هذا تماما مثلما يحدث للمنتجات البريطانية التى تفضلها سائر دول القارة الأوروبية. بائعو العقاقير الذين من أصل هندى هنا يملكون ثروات كبيرة ، وتجارتهم مربحة جدا ، ولا يمكن للعرب منافستهم فى هذا المجال. فى كل من مكة وأيضا فى الطائف والمدينة المنورة وكذلك فى ينبع نجد أن باعة العقاقير كلهم ينحدرون من أصل هندى ، وعلى الرغم من استقرار هؤلاء الباعة فى البلاد منذ أجيال عدة ، وعلى الرغم أيضا من تطبيع حياتهم تطبيعا كاملا ، وعلى الرغم من أنهم يميزون أنفسهم ببعض العادات البسيطة عن العرب ، فإنهم لا يستلطفونهم بشكل عام ، ويتهمونهم بالجشع والخداع.
هناك أيضا اثنا عشر دكانا تبيع بضائع صغيرة من صناعة الهند ، من قبيل أطقم الخزف ، رءوس الشياش ، والملاعق الخشبية ، وحبات السبح المصنوعة من الزجاج ، والسكاكين والمسابح والمرايا وأوراق اللعب ، إلخ. هذه الدكاكين مملوكة للهنود ، وغالبيتهم من بومباى. قليل جدا من البضاعة هى التى تشق طريقها إلى هنا ، فيما عدا الإبر والمقصات والشغال الذى يستعمله الخياطون ، وكذلك المبارد ، يمكن القول إن الأشياء الأخرى التى من هذا القبيل تأتى كلها من الهند. زد على ذلك أن الأوانى الفخارية المصنوعة فى الصين تحظى هنا بقبول كبير فى الحجاز. السكان الأثرياء هنا يستعرضون مجموعات قيمة من الخزف الصينى الفاخر ، وهم يعرضون مثل هذه الأوانى الخزفية على رفوف فى غرف الاستقبال ، وهذا هو ما يحدث فى سوريا. لقد شاهدت فى كل من مكة وجدة ، أطباقا من الخزف توضع على المائدة قطر الواحد منها