سلسلة الجبال العظيمة ، وبدءا من جدة إلى أن وصلنا إلى هذا المكان كان طريقنا ، على الرغم من وجوده بين التلال والجبال ، يمر بصورة مستمرة عبر أرض منبسطة ، خلال وديان فيها مطلع لا يحس به المسافر أو الرحال ، ولم يصبح ذلك المطلع أمرا واضحا للعيان إلا من خلال النظر إلى البلاد من فوق قمة الجبال الموجودة أمامنا حاليا. هذه التلال المنخفضة يندر أن يزيد ارتفاعها على أربعمائة قدم أو خمسمائة.
أقل السلاسل انخفاضا فوق جدة هى سلسلة التلال الجيرية ، لكن صخور هذه السلسلة سرعان ما تتحول إلى صخور صوّانية ، وإلى نوع من الجرانيت الذى يتخلله الشّوزل أسود اللون ، المصحوب بكتل رئيسية من الكوارتز وشىء من الرمال. هذا النوع من الصخور يلازمنا طوال الطريق ، مع شىء قليل من التباين ، إلى أن نصل إلى المنطقة الغربية من جبل النور ، فى الجانب الشرقى من مكة ، حيث يبدأ ظهور صخور الجرانيت. وفى مكة أخبرونى أنه على بعد مسافة بضع ساعات جنوبى الهدا ، يوجد جبل عامر بالرخام الفخم الذى استخدم فى تبليط المسجد الحرام. الجبال التى يتكون منها وادى منى مكونة من ذلك الجرانيت الأحمر اللون والجرانيت رمادى اللون ، وأن ذلك النوع من الجرانيت يمتد من هنا إلى السلسلة الأعلى منه ، ولكنه يختلط فى قليل من الأماكن بطبقات أخرى من صخور مختلفة. سلسلة التلال المنخفضة المتفرعة من سلسلة الصخور العالية التى كنا نرتقيها ونصعد إليها ، هذه السلسلة هى الأخرى مكونة من الجرانيت ، وعند منتصف هذه السلسلة وجدتها عامرة بالألوان كلها ، ومختلطة بطبقة من أنواع أخرى من الصخور التى وجدت بعضها متحللا ، وعند قمة تلك السلسلة الجبلية وجدت الجرانيت الأحمر يظهر من جديد ، وقد اسود سطح ذلك الجرانيت الأحمر نتيجة لأشعة الشمس.
صعدنا من طريق سيئ ، على الرغم من ترميمه مؤخرا بناء على أمر من محمد على باشا. كانت المنطقة المحيطة بالطريق برية تماما ، إذ كانت تغطيها كتل كبيرة من الأحجار السائبة التى جرفتها سيول الشتاء إلى الأسفل ، ومتناثرة هنا وهناك مع قلة قليلة من أشجار السنط وأشجار النبق ، بعد مضى ساعة وصلنا إلى مبنى من