أكواخ قورة بناها أصحابها بين الصخور ، على منحدر الجبل الذى يتعذر وجود مكان مستو عليه. سكان هذه الأكواخ هم من بدو هذيل ، فى اثنين أو ثلاثة من هذه الأكواخ لا يمكن الحصول على شىء سوى القهوة والماء. كان الجندى التركى قد استثار مؤخرا غضب الباشا واستياءه ، بعد أن سرق جملا مملوكا لامرأة من هذيل وباعه ، وكانت تلك المرأة قد سافرت مؤخرا لتقديم شكواها للباشا سيد ذلك الجندى من الطائف. عاملنى الجندى معاملة طيبة للغاية عندما علم أنى ذاهب لزيارة الباشا ، ورجانى التوسط له لدى الباشا ، ومع ذلك رفضت القيام بهذا العمل ، وقلت للجندى إننى ذاهب للتوسل إلى الباشا لتصريف همومى. بقينا فى ذلك المكان إلى فترة الظهر ، ومنظر البلد المنخفض من هذا المكان رائع وجميل ، وهذه شجرة كبيرة من أشجار النبق ، بالقرب من عين الماء الذى ينساب نازلا فوق الصخور ، وفرت لى ظلا ونسيما عليلا باردا ، خفف عنى الحرارة الشديدة التى تحملتها منذ بداية تحركنا من جدة. بعد أن غادرنا قورة وجدنا الطريق شديد الانحدار ، وعلى الرغم من ترميمه مؤخرا كان لا يزال سيئا ، إلى الحد الذى يتعذر معه على المسافر الراكب الوصول إلى القمة دون النزول عن راحلته. هذه درجات مثل درجات السلم ، جرى قطعها فى أماكن عدة ، الأمر الذى قلل من شدة منحدر الصعود أو قسوته ، وذلك عن طريق توجيه صعود المنحدر إلى منحنيات كثيرة ، وحتى يسهل الوصول إلى القمة جرى أيضا تجهيز ست محطات واسعة وفسيحة على جانب الجبل ، كى تلتقط الإبل فيها أنفاسها ، حيث لا توجد أرض مستوية تزيد مساحتها بأى حال من الأحوال عن ثمانية أقدام مربعة. هذه العين التى تناسب قادمة من قمة الجبل ، يجرى عبورها مرات عدة. التقيت عددا كبيرا من بدو هذيل ، وكانت معهم عائلاتهم وقطعان أغنامهم بالقرب من الطريق ، أعطانى أحدهم شيئا من الحليب ، لكنه رفض أن يأخذ نقودى مقابلا لذلك الحليب. هؤلاء البدو يعدون بيع الحليب فضيحة ، على الرغم من أنهم فى مكة يمكن أن يجنوا من ذلك أرباحا كبيرة ، حيث يباع رطل اللبن بقرشين. تناقشت نقاشا حرا مع الرجال ومع زوجة واحد منهم. رأيت فيهم سلالة متينة من سلالات متسلقى الجبال ، وعلى الرغم من أنهم كانوا فقراء تماما ، فإن مظهرهم كان يوحى بالقوة والشدة عن بدو الشمال ، وأنا أعزو