غيره ، فنهاهم عن ذلك فانتهوا إلا من قوي تشيعه وتعصبه ، فكان يصيح عليهم وهو على المنبر ويأمر بجرهم إلى عنده فيضربهم.
وكان الإمامية يصلون صلاة العيد في المسجد الذي في المصلى المنسوب بزعمهم إلى علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، فمنعهم من الصلاة فيه ، وألزمهم بالدخول مع أهل السنّة في المسجد الموجود اليوم ، وذلك في يوم عيد الأضحى من سنة ست وثلاثين وسبعمائة.
وكان عليهم سيفا لا يغمد ، لكنه لم يتعرض لحكامهم ، فكانوا في أيامه على عادتهم مع السراج ، وكان يحبس في حبسهم ويستعين بغلمان الوالي ، وكان حبس المدينة واحدا يجلس فيه الأمير والقاضي ، وهو الموجود اليوم في ساحة القلعة.
كان لي معه ـ أعني القاضي شرف الدين ـ مقامات سوء لا يحسن ذكرها هنا ، لأنها مبنيّة على حظوظ نفوس الحسدة الذين كانوا حوله ، حتى إني وصلت أنا وهو إلى الملك الناصر لما حج حجته الثالثة سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ، فأمره السلطان أن لا يتعرض لي وأن ينصفني من نفسه ، ووصّى صاحب المدينة بمراعاتي والنظر في الأحوال التي أشكوها منه ، فلم يفد فيه ذلك.
ولما تحقق الأمير طفيل ـ رحمهالله ـ أني معهم مظلوم ، وأنهم قد تظافروا وتعاضدوا على أذيتي عند القاضي شرف الدين ، ودخل عليه مرارا كثيرة ، بعث إلى أحمد الفاسي نائب القاضي شرف الدين ونفاه إلى خيبر ، واستقر بها مدة ، ولم يرجع إلا بعد أن استعطفه شرف الدين ودخل عليه مرارا كثيرة ، فلما جاء من خيبر أقام أيّاما قليلة ، ثم توفي إلى رحمة الله في سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ، وتهدد الأمير طفيل بقية الجماعة البعداء الذين أهلكهم فعلهم ، وما الله بغافل عنهم ، والموعد بيني وبينهم يوم القيامة.
هذا مع كونه إذا رآني عظمني وقام لي ونوه في المجلس بذكري حتى أقول صفا قلبه ، فإذا خلى به شياطين الإنس عطفوا قلبه إلى كلامهم ، ثم إنّ الله تعالى أحوجه إلى مساعدتي له في قضية ، فساعدته فيما طلب ، وبذلت