وتلقوه المعاول ، وعاهدوه على أن يحربوا (١) مسكد ، وتعاهدوا على ذلك.
ثم إنه سار مغربا ، فظن المعاول أنه يريد حصن بركا منهم ، ونزلوا الحرادي ، وجعل نزول المعاول وسط القوم (٢) ، ولما أحسوا أنه يريد بركا ، جعلوا خادما لهم يعمل طعاما فرشوه ورشهم (٣) وسار كل اثنين منهم إلى الخور ليصلوا العصر أو المغرب ، حتى أن كلهم وصلوا حصن بركا وامتنعوا وأرسل إليهم [محمد بن ناصر](٤) متاعهم ، وسار إلى سمائل ، وأما الركاب التي لهم [فإنهم](٥) جعلوا عليها طانفا (٦) وقالوا له : سر كأنك نحو الفلاة فما لبث بهن حتى أوصلهن وادي المعاول.
ثم بعد ذلك قصد [ناصر بن محمد] إلى ينقل ، ونزل بحذاها. وكان فيها رجل اسمه عصام قد دلّه على البلد [م ٤٠٦] ، وثقب له ثقبا من بيته (٧) ، ودخلوا على أهلها من ذلك البيت ، وضيع حجرتهم ، والسبب ذلك الرجل.
__________________
(١) في تحفة الاعيان للسالمي (ص ١٣٧) يخربوا مسقط
(٢) يعني قوم محمد بن ناصر
(٣) ورش من الطعام شيئا ، تناول قليلا ، قيل الروش الاكل الكثير والورش الاكل القليل (لسان العرب) وفي تحفة الاعيان للسالمي (ج ٢ ص ١٣٧) وفرشوا فرشهم
(٤ و ٥) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى
(٦) كذا في الاصل وفي تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ص ١٣٨) وجعلوا عليها طنافأ جاء في لسان العرب أن الطنف ما برزمن الجبل ونحوه كأنه جناح ، وما أشرف خارجا عن البناء وربما كان المقصود أنهم جعلوا مقدمة للقوم في سيرهم ، تسبقهم
(٧) جاء في كتاب الفتح المبين لابن رزيق (ص ٣٢١) أن عصاما هذا كانت جدران بيته متصلة بجدار الحصن ، فدخل محمد بن ناصر ورجاله البيت وثقبوا الجدار وبذلك تمكنوا من دخول الحصن.