وحاصروا الكيتان حتى وضعوا بومة فوق الجبل الذي فيه البرج النعشي من الكوت الشرقي ، إلى يوم الخامس من صفر سنة إحدى وخمسين بعد المائة وألف مكثوا كذلك إحدى وأربعين يوما. وأنكسروا ، ومروا إلى بركا وصحار.
وسيف ومن يوده ركبوا في المراكب هاربين من العجم ، ثم نزل إلى بركا ، وطلع إلى الطوّ ، بلاد بنى جابر ، وسار ـ هو وأهل الطوّ ـ إلى نخل. وساروا إلى الظاهرة. والتقوا ـ سيف [م ٤١١] بن سلطان وبلعرب بن سلطان وبلعرب بن حمير ـ في وادي بني غافر ، ووقع النظر بأن يخلع بلعرب بن حمير من الإمامة ، ويعقد لسيف بن سلطان خوف الفرقة.
وبقى العجم في الحفري ، وفي برج المذرع من بركا ، والحصن فيه المعاول ، ومكث بينهم الحرب زمانا طويلا.
وأما العجم الذين تركوا في بهلا ، لما أبطا عليهم خبر أصحابهم ، بعثوا منهم قدر مائة فارس يتجسسون عن أخبارهم ، فمروا على سمائل (١) أول نهار ثامن صفر ، فشمر عليهم حمير بن منير الريامى أهل سمائل ، فقتلوا منهم كثيرا وانهزموا.
ثم إن حمير بن منير ـ ومن معه من أهل أزكى وبني ريام ـ طلعوا إلى بهلا ، يوم التاسع عشر من صفر ، ودخلوها يوم اثنين وعشرين ، واحتضن العجم في الحصن ، فحاصروهم ، وقيل إنهم ثمان مائة رجلا (٢) ، بعد الذين قتلوا منهم. وأوصلوهم إلى السيد الأعظم والهمام الأكرم ، أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد البوسعيدي ـ وهو يومئذ [م ٤١٢] والي صحار ـ فحبسهم ومات أكثرهم.
__________________
(١) في الأصل (سمايل)
(٢) في الأصل (ثمان م رجلا)