حاربه ابن نجيب [الدولة] ، داعي العلوية ، فامتنع عليه. وهو الذي شيد المدارس للفقهاء بزبيد ، واعتنى بالحاج ، وابتنى سور المدينة. ثم راود بنت معارك بن جياش (١). فلم تجد بدا من إسعافه فأمكنته حتى إذا قضي وطره. مسحت ذكره بمنديل مسموم فتهرأ لحمه ، وذلك سنة أربع وعشرين وخمس مئة.
وقام بأمر فاتك بعده رزيق ، من موالي آل نجاح. قال عمارة : كان أحولا شجاعا قدما ، وكان ولودا ، ثم عجز بعد حين ، ولم يستقر أحد مكانه ، حتى قام بالوزارة سرور الحبشي الفاتكي ، من موالي أم فاتك ، المختصين بها.
قال عمارة : وفي سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة توفي فاتك بن منصور وولى بعده ابن عمه وسميه ، فاتك بن محمد بن فاتك ، وسرور قائم بوزارته ، وتدبير دولته ومحاربة أعدائه. وكان يلازم المسجد ، إلى أن دس عليه علي بن مهدي الخارجي من قتله في المسجد. وهو يصلي العصر يوم الجمعة ثاني عشر صفر سنة إحدى وخمسين [وخمس مئة]. وثار الناس بذلك الشيطان القاتل ، فقتل جماعة من أهل المسجد ثم قتل. واضطرب موالي آل نجاح بالدولة ، وثار عليهم علي بن مهدي الخارجي وحاربهم مرارا ، وحاصرهم طويلا ، واستعانوا بالشريف المنصور أحمد بن حمزة السليماني ، وكان يملك صعدة ، فأغاثهم على أن يملكوه ، ويقتلوا سيدهم فاتك بن محمد. فقتلوه سنة ثلاث وخمسين [وخمس مئة]. وملكوا عليهم (٢) الشريف أحمد ، فعجز عن مقاومة ابن مهدي ، وفر تحت الليل ، وملكها علي بن مهدي سنة أربع وخمسين [وخمس مئة] وانقرض أمر آل نجاح. والبقاء لله (٣).
__________________
(١) في الأصل : بنت.
(٢) في الأصل : عليه.
(٣) انظر حاشية : ١٣٠ (كاي) والتعليق عليها.