وأربعين وثلاث مئة يذكر عبد الله بن أحمد الناصر ، أخو الرشيد والمختار والمنتخب والمهدي.
وقال ابن المجاور : ولم تزل إمامتهم بصعدة مطردة ، إلى أن وقع الخلاف بينهم. وجاء السليمانيون من مكة ، عند ما أخرجهم الهواشم ، فغلبوا عليهم بصعدة ، وانقرضت دولتهم بها في المئة السادسة (١). قال ابن سعيد : وكان من بني سليمان حين خرجوا من مكة إلى اليمن أحمد بن حمزة بن سليمان (٢) ، فاستدعاه أهل زبيد لينصرهم على علي بن مهدي الخارجي ، حين حاصرهم ، وبها فاتك بن محمد ، من بني نجاح. فأجابهم على أن يقتلوا فاتكا. فقتلوه سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، وملكوا عليهم أحمد بن حمزة. فلم يطق مقاومة علي بن مهدي ، ففر عن زبيد ، وملكها ابن مهدي. قال : وكان عيسى بن حمزة أخو أحمد في عثر من حصون اليمن (٣) ، ومنهم غانم بن يحيى.
ثم ذهب ملك بني سليمان من جميع التهائم والجبال واليمن على يد بني مهدي ، ثم ملكهم بنو أيوب وقهروهم. واستقر ملكهم أخيرا في المنصور بن أحمد (٤) بن حمزة. قال ابن النديم [١٢٩] : ورث الملك بصعدة عن أبيه ، وامتدت يده مع الناصر (٥) العباسي ، وكان يناظره ، ويبعث دعاته إلى الديلم وجيلان ، حتى خطب له هنالك ، وصار له فيها ولاة ، وأنفق الناصر عليه أموالا في العرب باليمن ، ولم يظفر به.
قال ابن الأثير : جمع المنصور عبد الله بن أحمد بن حمزة إمام الزيدية بصعدة سنة ثنتين وتسعين وخمس مئة ، وزحف إلى اليمن فخاف منه
__________________
(١) انظر حاشية رقم ١٣٠ (كاي).
(٢) صحتها أحمد بن حمزة بن أحمد بن سليمان (حاشية رقم ٨٨ ، ١٣٠ (كاي).
(٣) ربما كان الصواب في رواية ابن سعيد : أن عيسى بن حمزة والد غانم بدلا من أخي أحمد (حاشية رقم ٨٨) (كاي).
(٤) صحتها عبد الله بن حمزة (كاي).
(٥) تولى الخلافة سنة ٥٧٥ ه. (كاي).