ناقل ، بل قد قصر باعه عن إضافة أي شيء ذي بال ، إلى التفصيلات التي أمدنا بها الجندي.
وضمنت أيضا المتن ، ملخص ابن خلدون لتاريخ اليمن ، نقلا عن كتابه المطول في التاريخ العام. وسنرى ابن خلدون قد وقع في أخطاء متعددة ، ترجع فيما يبدو لي إلى اعتماده اعتمادا كليا على مؤلفات مواطنه ابن سعيد (١). وفي حسباني أن نسخة ملخصة على هيئتها الواردة بأفضل مخطوطات تاريخه ، حرية بأن تلقى قبول الكثرة من القراء ، وهي مصدرة بموجز قصير عن فجر التاريخ الإسلامي في اليمن ، ومختتمة بتفصيلات جغرافية ، ليست بغير نفع ، وإن أعوزها تصحيح بعض ما فيها.
وعمدتي في قطعة ابن خلدون التي أوردتها ها هنا ، ما احتوته طبعة بولاق ، ولكني مع ذلك عنيت بمقارنتها بالنسخة الخطية الثمينة المحفوظة بمكتبة المتحف البريطاني ، (إضافات ٢٣٢٧٢) ـ (الورقات ٦٨ إلى ٧٩) ، فجاءت بهذا نسخة منقولة عنها. كذلك قابلت الفصل الخاص ببني الرسي على مخطوطة ابن خلدون في المكتبة الوطنية بباريس ، وكنت قد فرغت من عملي حين علمت لأول مرة بإضافات هامة في القسم الشرقي من مكتبة المتحف البريطاني ، نتيجة حصول الأمناء على عدد كبير من المخطوطات المتعلقة بالزيديين في اليمن. وقد عاقني ما لم يكن لي سبيل إلى اجتنابه ، قبل أن يسعني فحص هذه المخطوطات. ثم فحصتها فإذا نتيجة فحصي ـ وإن لم تكن بغير جدوى ـ تصيبني في الحق بما يشبه الخيبة ، ذلك لأنني تبينت في الكتاب الزيديين قصورا كبيرا في المادة التاريخية تزيد عما أبحت نفسي توقعه.
وإذا كانت المعلومات التي تلمستها في مراجع شتى ، وحصلت على غالبيتها بعد جهد ليس باليسير بين صفحات الخزرجي والأهدل ، قد وسعني استخلاصها في يسر من مخطوطات الزيدية ، فإن تصويبات تلك
__________________
(١) كتاب المغرب في حلى المغرب.