بها (١) من أبى الحسن بن البنا : جامع الترمذى ، وصحب الشيخ شهاب الدين السهروردى بمكة ، وقرأ عليه كتابه : عوارف المعارف ، وحدث وأفتى ودرس.
ووجدت بخط الميورقى : أنه درس بمدرسة المالكية التى لابن الحداد المهدوى بالشبيكة ، أسفل مكة.
ووجدت بخط جدى أبى عبد الله الفاسى : أنه درس بالمنصورية بمكة ، ولم يذكر هل ذلك فى الفقه أو الحديث؟ والظاهر أن ذلك فى الحديث ؛ لأن درس الفقه بهذه المدرسة ، هو على مذهب الإمام الشافعى ، ومدرسه المحب الطبرى.
ووجدت بخط الميورقى ما يؤيد ذلك ؛ لأنه ترجمه بإمام الحديث بالمدرسة النورية بمكة ، والنورية : هى المنصورية ؛ لأن نور الدين المنسوبة إليه : هو السلطان الملك المنصور صاحب اليمن والمدرسة المشار إليها ، ولا معنى لإمام الحديث بها ، إلا مدرسه فيها.
وولى الإمامة بعد أبيه ـ على ما وجدت بخط الميورقى ، والقطب القسطلانى فى تاريخ وفاة أبى البركات والد ضياء الدين هذا ـ واستمر على ذلك حتى مات.
وقد أثنى عليه غير واحد من الفضلاء ، منهم : الشريف أبو القاسم الحسينى فى وفياته ، فقال : كان شيخا فاضلا ، وفقيها حسنا ، وله نظم جيد ، انتهى.
وذكره المحب الطبرى ، فى مشيخة الملك المظفر ، فقال : إمام المالكية بالحرم الشريف ، ومفتيها ومدرسها ، قرأ وأقرأ وأفاد واستفاد ، وروى الكثير ، وارتحل إلى مدينة السلام ، وغيرها من البلاد. وغلب عليه الفقه والفتيا ، وإظهار الخمول والتواضع.
وذكره جدى فى تعاليقه ، فقال : كان من فضلاء أهل زمانه علما ونزاهة وعفافا ، وكان عالما بالأصول والفقه والعربية والحديث. سمع وحدث ودرس بالمنصورية إلى حين وفاته ، وكان شاعرا حسنا ، انتهى.
ومما بلغنا من أخباره الحسنة ، أنه لما حضره الأجل ، أمر أهله أن لا يبكوا عليه إذا مات ، ففعلوا ذلك ، وكان عبد له عند موته غائبا عنه بمكة ، فى حاجة يقضيها ، فلما جاء العبد إليه ، وعرف بموته ، صرخ العبد باكيا ، فأسكت العبد ، وعد ذلك كرامة لمولاه.
__________________
(١) على هامش نسخة ابن فهد : «من الشرف محمد بن عبد الله وأبى الفضل النرسى صحيح مسلم بسماعه فى مجالس آخرها عشر شوال سنة اثنتين وستين وستمائة».