ومما حكى لنا من كراماته ، أنه كان يقول لأهله : أين عينى تراكم بعد ثمان؟ ، فكانوا يتعجبون من قوله ، ولا يعرفون مراده ، فلما مضت ثمان سنين من موته ، وجدوا حالهم فى الدنيا ، قد تغير وذهب منهم ما كان خلفه لهم من الميراث ، أو غالبه بالبيع وغيره ، بتولى ولده «أحمد» ذلك ، وكان أحمد هذا ولى الإمامة بعده ، ومات بعد ثمان سنين من موت أبيه ، وأنزل فى قبر أبيه ، وكان الذى أنزل «أحمد» فى القبر ، أخوه عمر ، فرأى أباه ضياء الدين القسطلانى هذا ، جالسا فى قبره ، فتغير لذلك عقل عمر ، هذا معنى ما بلغنا فى ذلك.
ومن شعره :
الناس خدام من أثرى وإن أمروا |
|
وهم عدو لمن قد خانه القدر |
ذنب المقل كطود لا يحركه |
|
ريح التنصل مهما جاء يعتذر |
وصاحب المال مكروم وإن عظمت |
|
منه الإساءة مقبول ومغتفر |
تبارك الله مازال الورى خدما |
|
لذى اليسار وإن لم يحصل الوطر |
ومن شعره أيضا :
حسدونى وليس عندى مما |
|
حسدونى عليه غير الكفاف |
ولحونى على انفرادى عنهم |
|
وانفرادى أن لا أرى من أصافى |
بذلوا أوجها رجاء ازدياد |
|
وحمانى عن بذل وجهى عفافى |
قل لمن أعمل المطى مجدا |
|
راجيا للغنى بقطع الفيافى |
أنا فى نعمة وأحمد ربى |
|
روضتى مسجدى وزهرى طوافى |
لا أبالى ما صان وجهى قليل |
|
أن ينال الغنى العدو المنافى |
ومن شعره أيضا :
لا يدرك السودد العالى بلا نصب |
|
ما المجد فى طول أكمام وأردان |
وليس يرفع ذا جهل سمو أب |
|
ولو علت قدماه رأس كيوان |
إن رمت نيل المعالى فاستفد أدبا |
|
جودا وحلما وصفحا عن أذى الجانى |
فمر تقى المجد وعر ليس تدركه |
|
إلا بعفو وإغضاء وإحسان |
وبذل مال لمنتاب له أمل |
|
راج بذاك محبا كان أو شانى |
سيان عندك فى بذل الندى أبدا |
|
قاص أتاك لنيل البر أو دانى |
حسب العدو إذا أبدى خضاعته |
|
ذل السؤال على مطلوبه الفانى |