وناب فى الإمامة عن أبيه حينا ، واخترمته المنية ، وهو فى عشر الثلاثين. وكانت وفاته فى جمادى الأولى من سنة سبع وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة. وهو سبط الفقيه جمال الدين بن البرهان الطبرى ، المقدم ذكره.
٣٨٠ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر الطبرى ، المكى ، الإمام رضى الدين أبو السعادات بن الإمام محب الدين أبى البركات الشافعى :
إمام مقام الخليل عليهالسلام بالمسجد الحرام. ولد فى سنة سبعين وسبعمائة فى هلال ذى الحجة ، أو قبل ذلك بمكة.
وسمع بها على الجمال محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد المعطى شيئا من الثقفيات.
وسمع من الجمال محمد بن عمر بن حبيب الحلبى ـ فيما بلغنى ـ شيئا من سنن ابن ماجة ، وعنى بحفظ القرآن والفقه.
وناب عن أبيه فى الإمامة فى مدة سنين ، ثم نزل أبوه عن الإمامة له قبيل وفاته. فشاركه فيها عمه الشيخ أبو اليمن محمد بن أحمد الطبرى ، السابق ذكره ، مدة سنين ، وشاركه فيها بعد أبى اليمن ، ابنا عمه أبى اليمن ، الإمامان : أبو الخير ، وعبد الهادى.
وكان يصلى وقتا ، وعمه وأولاده وقتا. ونزل قبل وفاته بثلاثة أيام أو أكثر ، عما بيده من الإمامة لابنه محب الدين محمد ، وهو فى مبدأ سن الشبوبية. وفقه الله.
ولم يعش له ولد ذكر كما عاش ابنه محب الدين هذا. ولعله ما رزق ذكرا سواه ، ورزق عدة بنات ، زوج منهن ثلاثا ، ومات بعضهن قبل ذلك.
وكان يتخيل من الناس كثيرا ، ولا يأكل من طعام بعض بناته تخيلا.
وكان أبوه قد أوصى لبعضهن بثلث ماله ، فعاد ذلك عليه بنفع. وكان بيد أبيه عدة منازل بمكة ومنى. وقل احتيال ولده المذكور بعمارة ما صار إليه من ذلك ، فخربت وقل نفعه بها ، فتعب لذلك.
توفى ليلة الأحد سلخ جمادى الأولى ـ والظاهر أنها ليلة مستهلّ جمادى الآخرة ـ سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بمكة. وصلى عليه عقيب صلاة الصبح فى الساباط المتصل بقبة المقام ، ودفن بالمعلاة. وكان الجمع وافرا وقت تشييعه ودفنه.
__________________
٣٨٠ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٩ / ٢).