ولد فى يوم الأحد ، مستهل المحرم ، مفتتح سنة ثمان وثمانمائة بمكة.
اعتنى به والده ، فاستجاز له عدة من مشايخ بلده ، والواردين إليها ، ومن مشايخ مصر والشام والإسكندرية وغيرهم.
وأحضره على جماعة ، منهم : الإمام أبو اليمن الطبرى. وأسمعه عدّة من الكتب والأجزاء ، من ذلك : الكتب الستة ، ومسند الإمام أحمد ، وصحيح ابن حبان ، على جمع من الشيوخ ، منهم : علامة الحجاز ، ومسند الدنيا ، زين الدين أبو بكر بن الحسين المراغى ، وشمس الدين الحنبلى ، ويعرف بالشامى ، وعبد الرحمن بن طولوبغا الشكرى ، والحافظ أبو حامد بن ظهيرة ، والإمام أبو الخير بن الجزرى.
وحفظ القرآن العظيم ، وعدة كتب ، منها : كتاب فى الحديث ، ألفه له والده ووسمه ، بغنية المريد وبغية المستفيد ، والحاوى الصغير فى الفقه ، والألفية لابن مالك. عرضهم علىّ فأجاد.
وأخبرنى والده : أنه قرأ عليه كلا منهم ، وهو قائم على رجليه فى مجلس واحد عن ظهر قلبه ، لم يغلط غلطة سوى أنه توقف فى موضع من الحاوى ، فحزره فوقع مغشيا عليه ، فانتهره ، فقام وعاد فى قراءته كالسيل الجارى. انتهى.
اشتغل وحصل وقرأ وطبق وحضر دروسا عدة ، منها فى الفقه ، على الوجيه عبد الرحمن المصرى ، وفى النحو ، على الجلال عبد الواحد المرشدى ، وتخرج بوالده. وكان له فهم وذكاء.
كتب بخطه جملة فوائد حديثية وغيرها.
ذكر لى والده أنه استفاد منه جملة. جمع رباعيات صحيح مسلم ، وقد رتبها والده على حروف المعجم ، ومناقب الإمام الشافعى مختصرة ، ومعجم شيوخه ، جميع ذلك مسودات.
عاجلته المنية عن تبييضها ، فى عشاء ليلة الأحد سابع عشرين جمادى الأولى ، سنة ست وعشرين وثمانمائة بمكة المشرفة ، وصلى عليه عقيب صلاة الصبح ، بالساباط المتصل بقبة مقام إبراهيم الخليل بالمسجد الحرام ، ودفن بالمعلاة على جدّ أبيه ، رحمهماالله تعالى ، وحزن عليه والداه.