شىء تنبشونه؟ فإنه كان رجلا صالحا مباركا كثير العبادة. قالوا لى : صحيح ، غير أنا نحن الملائكة النقالة ، ونحن ننقله إلى الحفرة التى خلق منها ، فقال لهم : بالله عليكم ، فالحفرة التى لى من أين هى؟ قالوا : هى بأرض حران ، قال : فقلت : إنما جئت إلى هنا ، حتى أموت بمكة ، وأدفن بها. قالوا : إذا مت ، نقلناك إلى الحفرة التى خلقت منها. فانتبهت مرعوبا ، ثم تفكرت فى نفسى ، قلت : إذا كان ولابد من أن ينقلونى ، فدعنى أسافر إلى أهلى ، وموت عندهم.
٥٠١ ـ محمد الهورى :
ذكره ابن فرحون فى كتابه «نصيحة المشاور» وذكر أنه كان من الأولياء والقدماء الذين ينفقون من الغيب ، أكثر إقامته بمكة المشرفة ، ثم انتقل إلى المدينة فأقام بها ، وسكن بيتا فيه شبّاك إلى الحرم فى الحصن العتيق ، وصادف غلاء عظيما وعدم التمر ، حتى وصل صاعه الخمسين ، ولا يوجد ، وذلك فى سنة خمس وتسعين وستمائة ، وكان يتصدق بالتمر البرنى على الناس ، لا يعلم أحد من أين يأتى به ، ولا من يشتريه له ، لو أراد ذلك ما وجد لقلته وعدمه.
وذكر أن جماعة أخبروه عنه ، أنه لما أقام بمكة أنفق على أهلها وضعفائها أموالا مستكثرة ، فوقع خبره إلى الشريف ـ أظنه حميضة ـ فدخل عليه بيته على غفلة ، فرحب به وأجلسه فى وسط بيته ، وقدم إليه كسيرات وشيئا من مخللات ، فقال له : ما أريد إلا أن أن ترينى ما فى بيتك ، أو تعطينى ما يكفينى وحاشيتى. فقال له الشيخ : البيت بين يديك ، والله ما أدخر عنك شيئا. فقام الشريف وأعوانه إلى البيت ، وفتشوه وحفروه ، فلم يجدوا فى بيته شيئا غير برانى المخلل ، وشيئا لا يعبأ به ، فتركوه وانصرفوا. ولم يزل مستمرا على ذلك الإنفاق ، إلى أن توفى ، رحمهالله.
وذكر أن الشيخ جمال الدين المطرى ، قال : إن شيوخ مكة كانوا ينكرون عليه شيئا من أحواله ، لأنه كان يطوف بالليل ومعه نساء مخدرات ، وغير مخدرات ، يعرفهن واحدة واحدة ، وربما تكون امرأة لا يعرف أحد اسمها فيسميها ، فيأخذ فى مؤانستهن ، والكلام معهن ، ولا يلتفت إلى كلام المنكرين.
٥٠٢ ـ محمد الزيلعى :
ذكره البرزالى فى تاريخه ، وذكر أنه كان رجلا صالحا ، يسكن رباط رامشت بمكة ، وبها توفى فى سنة إحدى وعشرين وسبعمائة ، صلّى عليه صلاة الغائب بجامع دمشق فى أول رمضان.