٥٠٣ ـ محمد المعروف بأبى طرطور :
شيخ اشتهر بالصلاح بمكة ، وذكرت له مكاشفات ، منها ـ فيما قيل ـ إنه رنق يوما بالحرم الشريف ، ورفع رأسه وأخبر بعود السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون ، صاحب مصر ، إلى السلطنة. وكان قد خلع فى سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة ، فسمعه القطب الهرماس ؛ لأنه كان إلى جانبه فقام من ساعته إلى الأمير أزدمر الخازندار ، وكان أميرا على الرجبية الواصلة فى سنة خمس وخمسين وسبعمائة ، فجلس عنده ورنق ، ثم رفع رأسه وأخبر بما سمع من الشيخ أبى طرطور ، وأمرهم بكتابته فأرخوه ، فجاءت به الأخبار ، وذلك فى شوال من سنة خمس وخمسين. وهذه القضية اتصل الهرماس بها بالسلطان حسن ، ونال به وجاهة.
وذكر لى شيخنا أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطى أن أبا طرطور هذا ، ذكر له أنه من أصحاب الشيخ عبد العزيز الدميرى ، وأخذ طريقة التصوف عن الشيخ أبى الفتح الواسطى ، والبرهان الدميرى. وكان يعمل الميعاد فى الجامع الظاهرى بحضرة خلق كثير من الناس ، أخبرنى بذلك من كان يلازم الجامع ، ويحضر مجالس الوعظ. قال : وكان يفسر القرآن عن ظاهر قلبه بين الحجر الأسود والركن اليمانى ، وكان لأهل مصر فيه اعتقاد ، وله مكاشفات ، وكان يخرب على نفسه وربما وجدت الحشيشة معه. انتهى.
وذكر لى الشيخ يعقوب بن أحمد الأبيارى المكى أن الشيخ أبا طرطور كاشف أباه بقضية حكاها لى ، وهو الذى ذكر لى أن اسمه محمد ، وذكر أنه توفى بمكة ، قبل القاضى شهاب الدين الطبرى ، وكانت وفاة القاضى فى آخر شعبان سنة ستين وسبعمائة. وقد ذكر لى وفاته على نحو من ذلك غير واحد.
٥٠٤ ـ محمد المعروف بالموات :
ذكره لى شيخنا العلامة القاضى جمال الدين بن ظهيرة ، وذكر أنه كان رجلا صالحا ، كثير الذكر والعبادة ، وللناس فيه اعتقاد كثير ، ويسألونه الدعاء.
وكان إذا سأله أحد الدعاء لقضاء حاجة يقول له : اعمل حظرة للفقراء. فعمل ذلك جماعة منهم ، فانقضت حوائجهم.
توفى سنة أربع وستين ، أو سنة خمس وستين وسبعمائة بمكة.
وكان جاور بها سنين كثيرة ، وكان له كشف كثير. كان يذكر أنه يجتمع بجماعة من الأموات فى اليقظة.