وفى شعبان سنة ثمان وتسعين ، رحل من القاهرة إلى دمشق لسماع الحديث.
وفى العشر الأخير من المحرم منها : كان قدومه إلى القاهرة من مكة.
وقدم دمشق فى آخر شعبان ، وقرأ بها وبصالحيتها وغير ذلك من غوطتها أشياء كثيرة من الكتب والأجزاء على جماعة كثيرين من أصحاب الحجار ، وغيره منهم : على ابن محمد بن أبى المجد الدمشقى ، قرأ عليه صحيح البخارى بسماعه له على وزيره ، ومن كتابه : الإكراه إلى آخره ، على الحجار ، وغير ذلك من الأجزاء.
ومنهم : مسند الدنيا أبو هريرة عبد الرحمن بن الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبى ، قرأ عليه بكفر بطنا (١) : الأربعين ، التى خرجها له أبوه ، وعدة أجزاء متصلة بالسماع من حديث أبى الوقت السجزى ، والحافظ أبى طاهر السلفى ، وأجزاء أخر عالية من حديث غيرهما.
فمن ذلك : المائة الشريحية ، وجزء بنى الهرثمية ، وثانى حديث ابن مسعود لابن صاعد ، وأحاديث الترمذى ، من ذم الكلام للهروى ، والبعث والنشور لابن أبى داود ، والثقفيات العشر ، وبعض الشيرازيات ، وجميع الخلعيات بسماعه لأجزاء منها على يحيى ابن سعد عن ابن صباح ، وإجازته لباقيها من ابن سعد عن ابن صباح ، وجزء مأمون بن هارون ، ومشيخة السهروردى ، عن ابن الشيرازى عنه ، ومجلس رزق الله التميمى وغير ذلك.
ثم توجه إلى القاهرة فى صفر من سنة تسع وتسعين وسبعمائة ، وزار المسجد الأقصى ، وسمع به على مسنده أبى الخير أحمد بن الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدى العلائى الأربعين ، التى خرجها له المحدث أبو حمزة أنس بن على الأنصارى ، والنصف الأول من الجزء الأول الكبير من حديث المخلص بسماعه على الحجار عن القطيعى وغير ذلك ، وعلى غيره.
وبغزة (٢) على أحمد بن محمد بن عثمان الخليلى : المسلسل بالأولية ، وجزء ابن عرفة ، والبطاقة ، بسماعه لذلك كله على الميدومى.
__________________
(١) كفر بطنا : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه وبعض يفتحها أيضا ثمّ راء ، وفتح الباء الموحدة ، وطاء مهملة ساكنة ، ونون ، من قرى غوطة دمشق من إقليم داعية. انظر : معجم البلدان (كفر بطنا).
(٢) غزة : بفتح أوله ، وتشديد ثانيه وفتحه ، مدينة فى أقصى الشام من ناحية مصر ، بينها وبين عسقلان فرسخان أو أقل ، وهى من نواحى فلسطين غربى عسقلان ، انظر : معجم البلدان ٢٠٢ / ٤ ، الروض المعطار ٤٢٨ ، معجم ما استعجم ٣ / ٩٩٧.