وقدم القاهرة فى ربيع الأول منها. فسمع بها على : على بن أبى المجد وغيره أشياء كثيرة ، منها على ابن أبى المجد : العوارف للسهروردى بإجازته من القاضى سليمان بن حمزة ، وأبى نصر بن الشيرازى عنه.
وحضر دروس القاضى تاج الدين بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز المالكى بالحجازية مدة. وأذن له فى سنة ثمانمائة فى جمادى الآخرة فى الإفتاء والتدريس.
وفى هذه السنة : رحل إلى دمشق ، وسمع بها أشياء كثيرة من الكتب والأجزاء لم يكن سمعها قبل ذلك ، وسمع بها فى هذه الرحلة على شيوخ لم يكن سمع عليهم ، منهم : أم القاسم خديجة بنت إبراهيم بن سلطان البعلى ، روت له عن القاسم بن عساكر حضورا ، وتفردت عنه وغيرها من أصحاب الحجار وغيره.
وعاد منها إلى القاهرة فى رمضان من سنة ثمانمائة وحج فيها.
وحضر فى سنة إحدى وثمانمائة مجلس الشريف عبد الرحمن الفاسى فى الفقه ، وأذن له فى التدريس والإفتاء فى هذه السنة ، وقرأ فيها : صحيح البخارى ، والموطأ رواية يحيى ابن يحيى ، على الإمام برهان الدين إبراهيم بن موسى بن أيوب الإنباسى الشافعى.
وقرأ عليه قبل ذلك بزاويته بالمقسم ظاهر القاهرة شيئا من الحديث ، ومن منهاج البيضاوى فى الأصول بحثا.
وتوجه بعد الحج من سنة إحدى وثمانمائة إلى القاهرة ، فوصلها فى العشر الأخير من المحرم سنة اثنتين وثمانمائة.
وسمع بها فى هذه السنة : غالب مسند الإمام أحمد بن حنبل بقراءة صاحبه الحافظ الحجة شهاب الدين أحمد بن على بن حجر ، على أبى المعالى عبد الله بن عمر الحلاوى ، ثم أكمل عليه ما فاته منه ، ورحل فى هذه السنة إلى الإسكندرية ، ولم يقدر له بها سماع.
وكان رحل إليها فى رمضان سنة تسع وتسعين وسبعمائة. وسمع بها على الهزبر رئيس المؤذنين بالجامع الغربى بقراءته : مشيخة الرازى عن ابن المصفى.
ورحل أيضا فى سنة اثنين وثمانمائة إلى دمشق ، صحبة الحافظ الحجة ابن حجر. فسمع بسرياقوس (٣) ، على الإمام صدر الدين الأبشيطى جزء البطاقة.
__________________
(٣) سرياقوس : بليدة فى نواحى القاهرة بمصر. انظر : معجم البلدان ، ٥ / ٢١٤ ، ٢١٥.