وكان ابتداء عنايته بتحصيل تراجم غير الصحابة فى سنة اثنتين وثمانمائة بالقاهرة ، ثم ظفر منها بجانب كبير بدمشق فى هذه السنة ، ثم صار يزداد معرفة فى ذلك ، وعلق جميع ما علمه من ذلك من غير ترتيب ، ثم ألفه ورتبه كما سبق بيانه.
وكان أراد أن يجعل التاريخ الكبير الذى ألفه على نمط تاريخ الأزرقى مقدمة للعقد الثمين ، فلما عرف أنه يجىء كبيرا ، وأنه يكون مع التراجم فى مجلدات كثيرة ، أفرد التاريخ الذى على نمط تاريخ الأزرقى عن التاريخ الذى فيه التراجم ، وضم إلى الذى فيه التراجم المختصر الأصغر المسمى ، بالزهور ، ليحصل للناظر فى التاريخ الذى فيه التراجم معرفة ما اشتمل عليه الزهور والتراجم.
وكان تأليفه للزهور فى سنة تسع عشرة وثمانمائة. وكان ـ لما استطال التاريخ الذى على نمط تاريخ الأزرقى ـ اختصر منه قبل أن يفرده عن التراجم مختصرا سماه تحفة الكرام بأخبار البلد الحرام ، يكون فى مجلد ، ورتبه على أربعة وعشرين بابا ، وجاء الباب الأخير منه قدر ثلث الكتاب لكون الكلام انجر فيه من شىء إلى شىء ، ثم جعل الباب الأخير بما ضمه إليه من الفوائد الكبيرة ، والأخبار المتعلقة بفتح مكة وولاتها والحجاج وغير ذلك ، خمسة عشر بابا فى شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ، ومختصره المسمى تحفة الكرام ، بأخبار البلد الحرام.
فلما اختصر المختصرات بعد ذلك ، جاءت أبوابها أربعين بابا. وفى كل من هذه المختصرات من الفوائد والأخبار ما ليس فى الآخر.
ومنها : تأليف يسمى : «عجالة القرى للراغب فى تاريخ أم القرى» ، اختصره من العقد الثمين ولم يكمله. وأكثر تراجمه مؤلفة. ويكون ـ إن شاء الله تعالى ـ فى مجلدين أو أكثر.
ومنها : فى التاريخ الذى لا يختص لمكة تأليف ، سماه : «بغية أهل البصارة فى ذيل الإشارة». فى خمسة عشر كراسا صغارا.
والإشارة المذكورة : تأليف للحافظ. أبى عبد الله الذهبى ، ذكر فيه جماعة من أعيان العلماء والرواة وغيرهم ، واختصر فيه فى الغالب على اسم الإنسان ، وأبيه وجده ، وما يعرف به ، وقد يذكر شهر وفاته ، وابتدأ فيه من السنة الأولى من الهجرة ، وانتهى فيه إلى سنة إحدى وسبعمائة.
فذيل عليه صاحب هذه الترجمة من سنة إحدى وسبعمائة وإلى تاريخه على النمط