وباشرها معه فى هذا التاريخ : أبو السعادات لوصول توقيع لأبى السعادات يقتضى شتراكهما فى الوظائف الثلاثة من الملك المظفر أحمد بن المؤيد.
واستمر على مباشرة الخطابة إلى شعبان من هذه السنة ، ثم أشار أمير مكة الشريف حسن بن عجلان بتركهما للمباشرة حتى يكاتب الدولة بمصر فى أمرهما ومن قرر باشر ، فباشر عوضهما الخطابة الإمام عبد الهادى بن الشيخ أبى اليمن محمد بن أحمد بن الرضى الطبرى إلى آخر ذى القعدة من هذه السنة.
وفى هذا التاريخ : باشر أبو الفضل الخطابة ، ونظر الحرم والحسبة بمفرده لوصول توقيع إليه من الملك الظاهر ططر (١) الذى كان يدبر دولة المظفر بن المؤيد يقتضى استقرار أبى الفضل فى الوظائف المذكورة بمفرده.
وفى سنة ثلاث وعشرين : وصله توقيع مؤيدى بأن يحكم بمكة ، فباشر ذلك شيئا قليلا ، ثم ترك لعدم رضى القاضى الشافعى محب الدين بن ظهيرة ـ الآتى ذكره ـ بذلك. ثم توالفا بعد ذلك كثيرا ، وعرض لهما مرض منع كلا منهما من زيارة الآخر حتى ماتا.
وكان موت أبى الفضل فى ليلة الثلاثاء سابع أو ثامن عشرين شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة. وصلى عليه عقب صلاة الصبح. ونادى المؤذن بالصلاة عليه فوق زمزم. ودفن بالمعلاة فى قبر أبيه. وخلف زوجته حاملا ، فولدت بعده بنحو عشرة أيام ولدا ذكرا سمى بأبى الفضل.
٤٩ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر ، يلقب بالجمال ابن الصفى ، الطبرى ، المكى :
سمع جامع الترمذى من يوسف بن إسحاق الطبرى. وسمع من جماعة ، وحدث. سمع منه جماعة من شيوخنا ، وقرأت الجامع على بعضهم عنه.
__________________
٤٨ ـ (١) ططر الظاهرى الجركسى المكنى بسيف الدين أبى سعيد ، الملك الظاهر. من ملوك دولة الجراكسة بمصر والشام ، أصله من مماليك الظاهر برقوق ، اشتراه بمصر ، وأعتقه واستخدمه ولما آلت السلطنة إلى الناصر فرج توجه ططر إلى حلب ولحق بأهل الشغب والعصيان ، ثم جعله المؤيد شيخ بن عبد الله مقدم ألف ، فأمير مجلس. وتولى ططر إدارة المملكة عند ما تسلطن ابن المؤيد المملكة وتزوج أم المظفر ثم خلع المظفر ، وطلق أمه ، بدمشق ؛ ونادى بنفسه سلطانا ، وتلقب بالظاهر سنة ٨٢٤ ه وعاد إلى مصر مريضا ، فلم يلبث أن مات بالقاهرة ، ويقال : أن أم المظفر دست له سما بطيئا بعد خلعه ابنها ، فمات من أثره.