جاور بالحرمين الشريفين غير مرة ، منها : نحو خمس سنين متوالية متصلة بوفاته أو أزيد.
وكان يسكن برباط ربيع ، ثم انتقل عنه قبيل وفاته لحاجته إلى من يمرضه.
وتوفى فى ثانى عشرين شعبان سنة إحدى عشرة وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة وقد جاوز الستين. وكان خيرا صالحا حسن العقيدة ، قاله ابن حجر فى معجمه.
٦٢ ـ محمد بن أحمد بن المسيب اليمنى :
أمير مكة. وجدت بخط بعض العصريين : أن فى سنة ست وأربعين عزل الملك المنصور عمر بن على بن رسول صاحب اليمن الأمير فخر الدين السلاح عن مكة وأعمالها ، وأمر ابن المسيب عوضه بعد أن ألزم نفسه ما لا يؤديه من الحجاز بعد كفاية الجند ، وقود مائة فرس فى كل سنة. فتقدم إلى مكة بمرسوم السلطان نور الدين ، فدخلها وخرج عنها الأمير فخر الدين السلاح.
فأقام ابن المسيب أميرا بمكة سنة ست وأربعين ، والتى بعدها فغير فى هذه المدة جميع الخير الذى وضعه مولانا السلطان نور الدين ، وأعاد الجبايات والمكوس بمكة ، وقلع المربعة التى كان السلطان كتبها ، وجعلها على زمزم.
واستولى على الصدقة التى كانت تصل من اليمن ، وأخذ من المجد بن أبى المال المال الذى كان تحت يديه لمولانا السلطان الملك المظفر ، وبنى حصنا بنخلة يسمى العطشان ، واستخلف هذيلا لنفسه ، ومنع الجند النفقة. فتفرقوا عنه ، ومكر مكرا ، فمكر الله به.
ولما تحقق الشريف أبو سعد منه الخلاف على السلطان ، وثب عليه ، وأخذ ما كان معه من خيل وعدد ومماليك وقيده ، وأحضر أعيان أهل الحرم ، وقال : ما لزمته إلا لتحقيقى خلافه على مولانا السلطان. وعلمت أنه أراد الهرب بهذا المال الذى معه إلى العراق ، وأنا غلام مولانا السلطان ، والمال عندى محفوظ ، والخيل والعدد إلى أن يصل مرسوم السلطان. فوردت الأخبار بعد أيام يسيرة بوفاة السلطان. انتهى.
وما عرفت شيئا من حاله زيادة على هذا سوى : أنه كان استدار الملك المنصور ، على ما وجدت فى حجر قبره ولده بالمعلاة. ومنه نقلت نسبه هذا.
٦٣ ـ محمد بن أحمد بن ميمون بن قاسم التونسى ، المالكى ، المعروف : بابن المغربى :
أخو : حسن وزينب ـ الآتى ذكرهما. رأيت بخط بعضهم قصيدة فى مدح الشريف