وأخبرنا أعلا من هذا جماعة كثيرون ، من طرق كثيرة من أحسنها : ما أخبرتناه أم عيسى بنت أحمد الحنفى : أن على بن عمر أخبرها ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن مكى ، قال : أخبرنا جدى أبو طاهر السلفى ، قال : أخبرنا أبو القاسم على بن الحسين الربعى ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزار ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار. قال : أخبرنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن صهيب رضى الله عنه ، قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا : أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا لم تروه ، فيقولون : ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ، ويزحزحنا عن النار ، ويدخلنا الجنة؟ قال : فيكشف الحجاب عزوجل ، وينظرون إليه تبارك وتعالى. قال : فو الله ما أعطاهم الله شيئا هو أحب إليهم منه. قال : ثم قرأ : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)».
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم فى صحيحه عن أبى بكر بن أبى شيبة الحافظ عن يزيد بن هارون فوقع لنا بدلا له عاليا بدرجتين ، ولله الحمد والمنة.
وأنشدنى الشريف الفاضل أبو الفتح الفاسى لنفسه إجازة من قصيدة نبوية :
يا حاديا يحدو بزمزم والصفا |
|
عرج فديتك نحو قبر المصطفى |
وانزل على ذاك الضريح ولذ به |
|
فهناك تلقى ما تروم من الشفا |
وارتع هديت بروضة من جنة |
|
وادع فثم يجاب من قد أسرفا |
واقرأ سلامى عند رؤية قبره |
|
وقل الكئيب المستهام على شفا |
٦١ ـ محمد بن أحمد بن محمد القزوينى الصوفى :
ذكر لنا : أنه سمع من مظفر الدين محمد بن محمد بن يحيى العطار المصرى ، ولم يحرر ما سمعه منه. وسمع ـ وهو كبير ـ على جماعة من شيوخنا وغيرهم ، بديار مصر والحجاز.
وصحبه الشيخ يوسف العجمى. وأخذ عنه الطريق وجماعة من أهل الخير. وكانت له معرفة بطريق الصوفية ، ومواظبة على العبادة ، مع حسن الطريق.
__________________
ـ الجنة إن لكم موعدا عند الله لم تروه ، فقالوا : وما هو؟ ألم تبيض وجوهنا ونزحنا عن النار وتدخلنا الجنة؟ قال : فيكشف الحجاب فينظرون إليه ، فو الله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم منه ، ثم تلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)».