أحمد بن الحسن الطوسى ، وهو ثقة. والله أعلم ؛ لأنه قد سماه أحمد بن الحسن ، غير واحد. والله أعلم.
٥٣٨ ـ أحمد بن الحسين البردعى الفقيه أبو سعيد الحنفى :
انتهت إليه مشيخة الحنفية ببغداد ، وتفقه على أبى على الدقاق ، والإمام أبى الحسن على بن موسى بن نصر ، وعليه تفقه أبو الحسن الكرخى ، وأبو طاهر الدباس القاضى ، وأبو عمرو الطبرى ، وقطع داود بن على الظاهرى لما ناظره ببغداد.
وكان أقام بها سنين كثيرة ، ثم خرج إلى الحج ، فقتل بمكة فى وقعة القرامطة فى العشر الأول من ذى الحجة سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
والبردعى ـ بباء موحدة وراء ساكنة ودال مهملة مفتوحة بعدها عين ثم ياء النسبة ـ وهذه إلى بردعة (٢) ، بلد فى أقصى بلاد أذربيجان.
ذكره الخطيب والذهبى فى العبر. وذكر أنه توفى بمكة فى وقعة القرامطة. وقد ذكر مناظرته مع داود الخطيب فيما نقله عنه عبد القادر الحنفى فى طبقاته لأن فيها بعد أن ذكر من شيوخه وتلامذته ، ما ذكرناه عن الخطيب.
وذكر ـ يعنى الخطيب ـ أنه دخل بغداد حاجا ، فوقف على داود بن على صاحب الظاهر ، وكان يكلم رجلا من أصحاب أبى حنيفة ، رحمهالله ، وقد ضعف فى يده الحنفى ، فجلس يسأله عن بيع أمهات الأولاد. فقال : يجوز. فقال له : لم قلت؟ قال : لأنا أجمعنا على جواز بيعهن قبل العلوق ، فلا نزول عن هذا الإجماع إلا بإجماع مثله. فقال له : أجمعنا بعد العلوق قبل وضع الحمل أنه لا يجوز بيعها ، فيجب أن نتمسك بهذا الإجماع ، ولا نزول عنه إلا بإجماع مثله ، فانقطع داود ، وقال : ينظر فى هذا. وقام أبو سعيد ، فعزم على القعود ببغداد والتدريس ، لما رأى من غلبة أصحاب الظاهر.
فلما كان بعد مديدة ، رأى فى المنام كأن قائلا يقول له : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) [سورة الرعد : ١٧] ، فانتبه بدق الباب فإذا
__________________
٥٣٨ ـ انظر ترجمته فى : (سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٥٦).
(٢) برذعة : وقد رواه أبو سعد بالدال المهملة ، والعين مهملة عند الجميع ، بلد فى أقصى أذربيجان ، قال حمزة : برذعة معرب برده دار ، ومعناه بالفارسية موضع السبى. وقال هلال ابن المحسن : برذعة قصبة أذربيجان. وذكر ابن الفقيه أنّ برذعة هى مدينة أران ، وهى آخر حدود أذربيجان. انظر : معجم البلدان (برذعة).