٧٩٥ ـ أفضل بن محمود بن محمود السروى :
هكذا وجدته مذكورا فى حجر قبره بالمعلاة ، وترجم فيه : بالشيخ الصالح العابد الزاهد العالم الكامل العارف بالله. وفيه توفى بمنى فى أيام التشريق سنة سبع وعشرين وسبعمائة.
٧٩٦ ـ آقباش الناصرى العباسى :
أمير الحرمين والحاج. ذكر صاحب المرآة أن الإمام الناصر لدين الله ، أبا العباس أحمد الخليفة العباسى ، اشتراه وهو ابن خمس عشرة سنة بخمس آلاف دينار ، لأنه كان بديع الجمال ، لم يكن بالعراق أجمل منه ، فقربه وأدناه ، ولم يكن يفارقه. فلما ترعرع ولاه الحرمين وإمرة الحج ، فحج بالناس سنة سبع عشرة وستمائة ، فقتل بعد انقضاء أيام منى ، فى سادس ذى عشر الحجة ، ودفن بالمعلاة ، وكان سبب قتله كما ذكر صاحب المرآة : أنه وصل معه تقليد وخلعة لحسن بن قتادة بالإمرة بمكة ، عوض أبيه قتادة ، فاجتمع راجح بن قتادة بآقباش ، وسأله الولاية ، وجاء معه ، فظن حسن أنه وافقه عليه ، فأغلق أبواب مكة.
وكان آقباش نزل مكة بعد الحج بالشبيكة ، فركب ليسكن الفتنة ، ويصلح بين الأخوين ، فخرج إليه أصحاب حسن بن قتادة وأحاطوا به ، فقال : ما قصدى قتال ، فلم يلتفوا إليه وقاتلوه ، فانهزم أصحابه عنه وعرقبوا فرسه فسقط ، فقتلوه وحملوا رأسه إلى حسن ، ونصب بالمسعى على دار العباس ، ثم دفن مع بقية جسده.
وذكر ابن الأثير : أن راجح بن قتادة بذل لآقباش وللخليفة مالا ليساعده على ملك مكة ، فأجابه إلى ذلك ، ووصلوا إلى مكة ، فنزلوا بالزاهر ، وتقدم إلى مكة مقاتلا لصاحبها حسن. وكان قد جمع جموعا كثيرة من العرب. وغيرها ، فخرج إليه من مكة وقاتله ، فتقدم أمير الحاج ، يعنى آقباش ، من عسكره منفردا ، وصعد جبلا إدلالا بنفسه ، وأنه لا يقدم عليه أحد ، فأحاط به أصحاب حسن وقتلوه ، وعلقوا رأسه ، ثم قال : وعظم الأمر على الخليفة ، يعنى الناصر العباسى ، أستاذ آقباش ، فوصلته رسل حسن تعتذر ، وتطلب العفو عنه ، فأجيب ذلك.
وذكر صاحب المرآة : أن الإمام الناصر العباسى ، لما بلغه خبر آقباش حزن عليه حزنا ، عظيما ولم يخرج فى الموكب للقاء الحاج على العادة. وكان عاقلا متواضعا محبوبا إلى القلوب. انتهى.
__________________
٧٩٦ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ١٩٣).