مكة فملكها ، وخطب للمعز العبيدى ، لما سمع تملكه بمصر ، على يد خادمه جوهر القائد ، فأرسل إليه بالولاية ، ولم يبين ابن حزم ، الوقت الذى غلب فيه جعفر هذا على مكة ، فى أيام الإخشيدية. وأظن ذلك بعد موت كافور ، فإن أمرهم لم يتلاش إلا بعده.
وكان موت كافور الإخشيدى ، فى سنة ست وخمسين وثلاثمائة. والله أعلم.
٩٠١ ـ جعفر بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن سليمان العباسى :
أمير مكة ، كان على إمرتها فى سنة سبع عشرة ومائتين ، وحفر فيها بئرا فى شعب المتكا بأجياد. كما قال الأزرقى.
٩٠٢ ـ جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله ، الخليفة المتوكل ، ابن المعتصم بن الرشيد العباسى :
بويع بالخلافة بعد أخيه الواثق هارون ، واستمر حتى مات مقتولا فى سنة سبع وأربعين ومائتين.
وكانت خلافته خمسة عشر عاما ، وحمل على أبطال المحنة ، بخلق القرآن ، إلا أنه على ما قيل كان ناصبيا ، يقع فى على وآله رضى الله عنهم ، وفيه انهماك على اللهو والمكاره ، وفيه كرم زائد.
وسبب قتله : أنه كان قد عزم على خلع ولده المنتصر من ولاية العهد ، ويقدم ولده المعتز عليه ، لفرط مجته لأمه قبيحة ، وأخذ يؤذى المنتصر ويتهدده إن لم يخلع نفسه ، واتفق أن المتوكل صادر وصيفا وبغا ، وكانا من خواصه. فعملوا على قتله. فدخل على المتوكل خمسة نفر نصف اليل ، وضربوه بسيوفهم ، وهو فى مجلس لهوه ، بأمر ولده المنتصر على ما قيل.
وقتلوا معه وزيره الفتح بن خاقان ، وعاش المتوكل أربعين سنة. وكان أسمر رقيقا ، مليح العينين خفيف اللحية ، ليس بالطويل. ذكرناه فى هذا الكتاب لما صنع فى أيامه من المآثر بمكة ، وهى عمارة المسجد الحرام ومسجد الخيف ، وعمارة رخام فى الكعبة ، وتحليته لها وللمقام ، كما ذكرناه فى شفاء الغرام ومختصراته.
٩٠٣ ـ جعفر بن محمد بن بردين ، يكنى أبا الفضل ، ويعرف بابن السوسى :
سمع بمصر من أحمد بن سعيد بن بشر الهمدانى ، وأبى الطاهر أحمد بن عمرو بن