وكانت مدّة سفري من مالطة إلى هذا المنفى في ثمانية وعشرين يوما.
لمحة عن إنكلترة
ثم قبل الشروع في الترجمة وفي ذكر شيء من أحوالي ينبغي هنا أن أقدّم كلاما في أحوال إنكلترة على وجه الاختصار فإنّ تفصيل ذلك مرجعه إلى كتب التاريخ والجغرافية ، فأقول : إن الرومانيين كانوا يسمّونها : بريتانيا ، وفي اللاتيني المتعارف تسمّى : إنكليا وفي لغة أهلها انكلاند ، ومعنى لاند : أرض ، وحين يذكرون بريتانيا فإنّما يعنون بذلك إنكلترة ووالس وإرلندة ، وهي منقسمة إلى اثنين وخمسين كونيا أي ولاية منها اثنتا عشرة ولاية هي الأصول ، وأشهر مدنها : دوفر ، ونرويش ، وهل ، ونيوكاستل ، وليفربول ، وبرستول ، وفلموث ، وبليموث ، وبورتسموث ، واكسفور ، وبرمنهام ، ومنشستر ، وشفيلد ، ونوتنهام ، وكمبريج ، ويورك ، وباث ، وشلتنهام. وهي كثيرة معادن الحديد والفحم والقصدير والرصاص والنحاس ، وحيواناتها ضليعة حسنة الصورة ، وبها مراع واسعة ومروج نضيرة ، وفيها نحو خمسين نهرا تصلح للسفر أشهرها التامس ، وجبالها قليلة لا يبلغ أعلاها أكثر من مائة ذراع ، وطول الجزيرة كلّها لا يزيد على ثمانمائة ميل ، وعرضها في بعض الجهات ثلاثمائة ، وفي بضها أقل.
معلومات إحصائية
وقبل فتح الرومانيين لها لم يكن عنها خبر يعتمد على صحّته ، وقد غزوها مرّتين وذلك في سنة ٢٦ و ٥٥ للميلاد ، وكان عدد أهلها حينئذ نحو مليون ، وفي سنة ١٨٥١ بلغ عددهم (٢٦٢ ، ٤٥٢ ، ١٧) نفسا ، وعن غيبون أن الرومانيين كانوا يحسبون بريتانية مغاصا للّؤلؤ ، وهو الذي دعاهم إلى فتحها. وبعد حرب أربعين سنة استولوا على أقصى أطراف الجزيرة.
وعدد من ولد فيها وفي والس في سنة ١٨٥٤ بلغ (٥٠٦ ، ٦٣٤) أنفس ، وعدد من مات ٢٣٩ ، ٢٣٨ ، وفيها ٠٧٧ ، ١١ أبرشية. ويقال : إنّها كانت في الزمن القديم متّصلة