بارك ، وفكطوريا بارك ، وهو أخسّها كما أن فكطوريا ثياطر هو أخس الملاهي. وما عدا هذه الغياض فثم حديقتان إحداهما لتنبيت النباتات كبستان النباتات في باريس ، غير أن دخولها مقصور على أصحابها ، أو على من يؤذن له منهم. والثانية للحيوانات الحيّة والميتة ، والأداء على دخولها شلين. وفي ضواحي لندرة أيضا متنزهات ينتابها الناس في الصيف وذلك كرتشموند ، وكير ، وهمستد ، وكرافزان ، وهمبطون كورت ، وأحسنها كريستل بالس في سدنام ، وهو القصر الذي نقل من غيضة هيد بارك وهو يعزّ عن النظير.
ما تتصف به لندرة مقارنة بباريس
وقد حان الآن أن أتكلم على أحوال لندرة الخصوصية ممهدا لذلك بمقالة قالها بعض الفرنسيس ثم أشرح جميع ما يتعلق بها. قال أمّا لندرة فإن كل ما فيها إنما جعل للتمتع بمداخل الديار ، وأما باريس فإن طيب عيشها إنما هو في الأسواق والشوارع ، وإن الأولى تحيّر الناظر باحتتان حالاتها وبكثرة فيها من الدكاكين ، وبترفّه الأعيان والعظماء وإسرافهم. وإن الثانية تسحر بتفنن شؤونها واختلاف المشاهد فيها ، وبما يتنعم به أهلها من العيش الذي يحكي عيش النّور (الجنكنه) المتنقلين من حال إلى حال. وفي الجملة فإن لندرة تحكي خلية العسل ، وباريس تحكي منهلا عذبا لكل وارد ، وما أحسب جمود الإنكليز الذي يصفهم به أهل باريس إلّا من هذه الحالة التي تفاوت فيها.
المطاعم والمقاهي
وقال آخر ليس في لندرة مطاعم أنيقة ، ومحال قهوة فاخرة كما في باريس ، فيلزم الغريب أن يأكل في المنزل الذي يسكنه ، أو في بيوت الأكل ، وهي عبارة عن مواضع مظلمة لا تأنق في فرشها ولا في مطابخها ، وإذا دخلت أحدها مما يتردد إليه وجوه الناس أحضر لك الخادم في وقت الغداء خمس صحاف مغطاة بأغطية مفضّضة ،