يربح أكثر من التاجر الذي يقعد في حانوته وينتظر شاري شقة من الحرير ، أو ثوب من الخز.
تجار أغنياء وليسوا ظرفاء
ومن هؤلاء التجار من يكسب في السنة نحو مليون ليرة كذا قيل ، ومنهم من له عدة سفن تجري في البحر من بلد إلى بلد ، ومنهم من يستخدم في إدارة مصالحه مائة شخص ، وقد ذكرنا سابقا أن واحدا من هؤلاء له محل في إرلاند فيه أربعة آلاف من الرجال والنساء لعمل القمصان لا غير ، وأن تاجرا مات وخلّف سبعة ملايين ليرة. ولا بد لكل منهم من أن يكون له كتّاب وحسّاب وصيرفي وما أشبه ذلك ، والغالب أن يكون له محترف يشتمل على ثلاث حجرات ، إحداهما للأشغال الخاصة به ، والثانية للكتّاب ، والثالثة مشتركة لهم ، ولوضع الرواميز والمتاع ونحوه. ولا شك أن تجار لندرة عموما ، وتجار هذا الصقع خصوصا ، أغنى من جميع تجار أوربا ، إلّا أنهم دونهم في الظرف والكياسة وعبارتهم ركيكة ، بخلاف تجار فرنسا فإنهم مشاركون لذوي العلم والدراية ، وعبارتهم وإن تكن دون عبارة علمائهم ، إلّا أنها بالنسبة إلى كلام تجار الإنكليز عالية.
الفرق بين تجارنا وتجارهم
كما أن عبارة هؤلاء بالنسبة إلى عبارة تجار بلادنا في غاية الفصاحة ، ولعمري إن تاجرا يكتب : لق ، أي لا. وقمضه ، أي الإمضاء. والسالسي ، أي الثالثة. ومنقول ، أي نقول. وأعرض عن هذا الشيء ، أي عرض هذا الشيء. والخصارة ، أي الخسارة. ونبتدي بحسابا جديدا ، وبخيرا وعافية ، والسارره ، وغث علينا ، وحظونا على ، وفولابت ونحو ذلك ، لجدير بأن يستحي من حرفته. ومن العجيب هنا أن العالم قد يسهو أحيانا ويغلط ، ومثل هؤلاء التجار لا يغلطون أبدا في تأدية عبارة واحدة على حقّها ، فقد قرأت أكثر من ألفي رسالة وردت منهم ، فلم أر فيها ولا جملة واحدة