تنزّه عن ذام سوى أن فرط ما |
|
حباني به أشقى حسودي ولا بدعا |
رأيت جميع الناس تقصد بابه |
|
بما طاب من أقوالها وله تسعى |
فألقيت دلوي مع دلائهم فلم |
|
تكن نهزة حتى علي طفت ترعى |
وخلت لغيري من نضار ومن جنى |
|
وفوز وإقبال كما نلته شرعا |
كساني فخرا ماسه وجوابه |
|
وشهرة ذا التأليف لا يقبل الخلعا |
فحقّ علي اليوم واجب شكره |
|
فشكر الايادي واجب أبدا شرعا |
هكذا برز الكتاب المذكور من زاوية الخمول ، إلى قنة القبول ، ونشر مطبوعا في مطبعة تونس لتعميم فوائده ، وإطلاق عوائده ، فالمرجو ممّن تصفحه وتأمله وأمعن النظر فيما أجمله أن يفضي عمّا يواجهه من الخلل ، أو ينسبه إلى سقط الكلام والزلل ، إذ قلّما يخلو مؤلف من القصور ، وإن يكن من أهل الصروح والقصور ، فكيف بمن يؤلف وأفكاره من عدم وجود الشكل مكدره ، وخواطره من هموم الغربة متحيرة ، وشؤونه تتجاذبه يمينا وشمالا ، وحسراته على قصور همم أهل بلاده تسدّ عليه للقول مجالا ، وتعسر عليه في التأليف مقالا ، جير لو لا أن الباري تعالى أراد بهذا التأليف نفع إخواني ، لما قدرت عليه بسعة إمكاني ، فيجب علي والحالة هذه أن أحمده عزّ شأنه على الختام ، وأن أعيد الشكر والثناء على سيّدي الأمير المشار إليه على نشر فوائده بين الأنام ، ما سجع حمام ، ونجع كلام.
كتبه العبد الفقير إلى ربّه الرزّاق ، أحمد فارس الملقّب الشدياق
رئيس مصحّحي دار الطباعة السلطانية بالآستانة العليّة ومحرّر الجوائب
في أواخر شهر رجب الأصب سنة ١٢٨٣.