إذا تتبوأ كرسيّه |
|
وبثّك من زوجه حالها |
يرى أنه محسن مفضل |
|
وأنّ الماثر قد نالها |
وإذا زرته وأقمت عنده إلى وقت غدائه وأردت الذهاب فلا يدعوك إلى الطعام معه ، ومن طبعهم حب الانفراد والعزلة ، فإن أحدهم ربّما أقام شهرا تامّا من دون مشاهدة الناس استغناء عنهم برؤية ما عنده من فاخر المتاع ، وبقراءة صحف الأخبار ، أمّا عندنا فالأخبار لا تعرف إلا بالنقل والرواية ، فلم يكن لنا بدّ من الاجتماع ليلا ، ومن سوء أدب بعضهم هنا أنّهم يجعلون في أعناقهم شريطة فيها زجاجة ، فكلّما لمحوا امرأة فزعوا إلى الزجاجة ليستثبتوها بها.
نساء الإنكليز في مالطة
وفي ليالي الرقص عندهم ترقص بنت الرجل منهم مع عدّة زيرة (٩٦) وهو ناظر إلى ذلك بعين شكرى من الابتهاج ولا سيّما حين يخاصرونها ، وكما أن الرجال هنا ليسوا براموز (٩٧) حسن على أهل إنكلترة كذلك كانت النساء مخالفات لمن في بلادهن ، فإنهن هنا بمعزل عن الحسن والمال وأكثرهن فقم وشوه (٩٨) ، ومن الغريب أنّه مع ترفههن وركوبهن الخيل في كل يوم غالبا فلن يرى فيهن بادنة ، ولا فضيلة لهن إلا في كونهن يحسنّ القرآة والكتابة ، ويؤسسن العلم في أولادهن على صغر ، فإن الولد لا يبلغ هنا خمس سنين إلا ويكون قادرا على القراءة. أمّا عندنا فيذهب سن الصبا باطلا ، فمتى أخذ بعد ذلك في التعلّم وجده بعيد المأخذ صع المرتقى ، وأشهد
__________________
(٩٦) زيرة : جمع زير ، وهو الذي يحب محادثة النساء. (م).
(٩٧) الراموز : النموذج. (م).
(٩٨) فقم : جمع فقماء ، يقال للمرأة إذا طال أحد فكّيها ، وقصر الآخر. وشوه : جمع شوهاء وهي القبيحة. (م).