وإماء فأجبروا على تحرير رقيقهم. ومن يقم خمس عشرة سنة ويعلم أنّه كان في خلال ذلك حسن التصرف والسلوك حقّ له أن يطلب الحماية الجنسية ، ولكن يلزمه أداء نحو عشرين ليرة ، وهذه الحماية هي أنفع من حماية الإنكليز التي تعطى من بلادهم كما سنبيّن ذلك.
وللحاكم عشرة مشيرين من أعيان الأهلين يشاورهم في المصالح العائدة إلى بلادهم ، وفي كل خمس سنين يعزل ، وربّما أقام أكثر إذا طلبت الرعيّة ذلك. وفي قصره ستة عشر ألف بندقية ، وعشرون ألف مزراق (٩٥) ، وأربعة آلاف درع ، وألفا طبنجة.
أخلاق الإنكليز في مالطة
أما أخلاق الإنكليز هنا فهي مغايرة لأخلاق جنسهم في بلادهم فلا يصح لمن رآهم أن يحكم بأن جميع الإنكليز مثلهم ، فإن هولاء متكبّرون صلفون مع البخل والشح ـ وبئس الكبر والشح إذا اجتمعا ـ وما أحد منهم إلا ويظنّ بأنّه هو فاتح هذه الجزيرة ببأسه وسيفه ولا سيّما ضبّاط العسكر ، فإنهم على قنة الصّلف والبتذّخ. وإذا دخلت على أحد من هولاء الفاتحين وهو يأكل فلا يتكلّف أن يدعوك إلى طعامه ، بل ربّما غضب على جميع أهل داره على عدم منعهم إيّاك من الدخول كما قلت :
إذا زرت أرحبهم دارة |
|
توهّم غولا قد اغتالها |
يغلّق أبوابه إن نوى |
|
فطورا ويحكم إقفالها |
ومن كان فيهم له خادم |
|
يظن المعالي قد طالها |
__________________
(٩٥) المزراق : الرمح القصير. (م).