الْمُنْکَرَ بِقَلْبِکَ وَلِسَانِکَ ، عَلَي حَسَبِ (١) طَاقَتِکَ وَإمْکَانِکَ. ثُمَّ اقْتَضَاکَ الْعِلْمُ لِلْإنْکَارِ ، وَلَزِمَکَ أنْ تُجَاهِدَ الْفُجَّارَ؛ فَسِرْتَ فِي أوْلَادِکَ وَأهَالِيکَ ، وَشِيعَتِکَ وَمَوَالِيکَ ، وَصَدَعْتَ بِالْحَقِّ وَالْبَينَهِ ، وَدَعَوْتَ إلَي اللَّهِ بِالْحِکْمَهِ وَالْمَوْعِظَهِ الْحَسَنَهِ ، وَأمَرْتَ بِإقَامَهِ الْحُدُودِ وَالطَّاعَهِ لِلْمَعْبُودِ ، وَنَهَيتَ عَنِ الْخَبَائِثِ وَالطُّغْيانِ ، وَوَاجَهُوکَ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ؛ فَجَاهَدْتَهُمْ بَعْدَ الْإيعَازِ لَهُمْ وَتَأْکِيدِ الْحُجَّهِ عَلَيهِمْ ، فَنَکَثُوا ذِمَامَکَ وَبَيعَتَکَ ، وَأسْخَطُوا رَبَّکَ وَجَدَّکَ ، وَبَدَءُوکَ بِالْحَرْبِ ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ ، وَطَحَنْتَ جُنُودَ الْفُجَّارِ ، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبَارِ ، مُجَالِداً بِذِي الْفَقَارِ ، کَأنَّکَ عَلِي الْمُخْتَارُ؛ فَلَمَّا رَأوْکَ ثَابِتَ الْجَأْشِ ، غَيرَ خَائِفٍ وَلَا خَاشٍ ؛ نَصَبُوا لَکَ غَوَائِلَ مَکْرِهِمْ ، وَقَاتَلُوکَ بِکَيدِهِمْ وَشَرِّهِمْ؛ وَأمَرَ اللَّعِينُ جُنُودَهُ ، فَمَنَعُوکَ الْمَاءَ وَوُرُودَهُ ؛ وَنَاجَزُوکَ الْقِتالُ ، وَعَاجَلُوکَ النُّزَّالُ ، وَرَشَقُوکَ بِالسِّهَامِ وَالنِّبَالِ ، وَبَسَطُوا إلَيکَ أکُفَّ الِاصْطِلَامِ؛ وَلَمْ يرْعَوْا لَکَ ذِمَاماً ، وَلَا رَاقَبُوا فِيکَ أثَاماً ، فِي قَتْلِهِمْ أوْلِياءَکَ ، وَنَهْبِهِمْ رِحَالَکَ؛ وَأنْتَ مُقَدَّمٌ فِي الْهَبَوَاتِ ، وَمُحْتَمِلٌ لِلْأذِياتِ ، (٢) قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِکَ مَلَائِکَهُ السَّمَاوَاتِ ، فَأحْدَقُوا بِکَ مِنْ کُلِّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ في «م» : قَدْرِ.
٢ ـ في «م» : وَ.