وَبَصَّرْتَ فَتَعَامَينَا ، وَحَذَّرْتَ فَتَعَدَّينَا ، وَمَا کَانَ ذَلِکَ جَزَاءَ إحْسَانِکَ إلَينَا ، وَأنْتَ أعْلَمُ بِمَا أعْلَنَّا وَمَا أخْفَينَا ، وَأخْبَرُ بِمَا نَأْتِي وَمَا أتَينَا. فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا أخْطَأْنَا فِيهِ وَنَسِينَا ، وَهَبْ لَنَا حُقُوقَکَ لَدَينَا ، وَتَمِّمْ إحْسَانَکَ إلَينَا ، وَأسْبِغْ رَحْمَتَکَ عَلَينَا.
إنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيکَ بِهَذَا الصِّدِّيقِ الْإمَامِ ، وَنَسْألُکَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ لَهُ ، وَلِجَدِّهِ رَسُولِکَ ، وَلِأبَوَيهِ عَلِي وَفَاطِمَهَ أهْلِ بَيتِ الرَّحْمَهِ ، إدْرَارَ الرِّزْقِ الَّذِي بِهِ قِوَامُ حَياتِنَا ، وَصَلَاحُ أحْوَالِ عِيالِنَا. فَأنْتَ الْکَرِيمُ الَّذِي تُعْطِي مِنْ سَعَهٍ ، وَتَمْنَعُ عَنْ قُدْرَهٍ ، وَنَحْنُ نَسْألُکَ مِنَ الْخَيرِ مَا يکُونُ صَلَاحاً لِلدُّنْيا ، وَبَلَاغاً لِلْآخِرَهِ ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَهً ، وَفِي الْآخِرَهِ حَسَنَهً ، وَقِنا عَذابَ النَّارِ. ثُمَّ تَحَوَّلْ إلَي عِنْدِ الرِّجْلَينِ وَقُلْ :
السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَعَلَي مَلَائِکَهِ اللَّهِ الْمُرَفْرَفِينَ حَوْلَ قُبَّتِکَ ، الْحَافِّينَ بِتُرْبَتِکَ ، الطَّائِفِينَ بِعَرْصَتِکَ ، الْوَارِدِينَ لِزِيارَتِکَ. السَّلَامُ عَلَيکَ ، فَإنِّي قَصَدْتُ إلَيکَ ، وَرَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيکَ. السَّلَامُ عَلَيکَ سَلَامَ الْعَارِفِ بِحُرْمَتِکَ ، الْمُخْلِصِ فِي وَلَايتِکَ ، الْمُتَقَرِّبِ إلَي اللَّهِ بِمَحَبَّتِکَ ، الْبَرِي ءِ مِنْ أعْدَائِکَ ، سَلَامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِکَ مَقْرُوحٌ ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِکْرِکَ مَسْفُوحٌ ، سَلَامَ الْمَفْجُوعِ