بِفَقْدِکَ التَّکْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحْلِيلُ ، وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأْوِيلُ ، وَظَهَرَ بَعْدَکَ التَّغْييرُ وَالتَّبْدِيلُ ، وَالْإلْحَادُ وَالتَّعْطِيلُ ، وَالْأهْوَاءُ وَالْأضَالِيلُ ، وَالْفِتَنُ وَالْأبَاطِيلُ. وَقَامَ نَاعِيکَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّکَ الرَّسُولِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ ، فَنَعَاکَ إلَيهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ ، قَائِلًا : «يا رَسُولَ اللَّهِ! قُتِلَ سِبْطُکَ وَفَتَاکَ ، وَاسْتُبِيحَ أهْلُکَ وَحِمَاکَ ، وَسُبِي بَعْدَکَ ذَرَارِيکَ ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِکَ وَبَنِيکَ» ؛ فَنَزَعَ الرَّسُولُ الرِّدَاءَ ، وَعَزَّاهُ بِکَ الْمَلَائِکَهُ وَالْأنْبِياءُ ، وَفُجِعَتْ بِکَ أُمُّکَ فَاطِمَهُ الزَّهْرَاءُ ، وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلَائِکَهِ الْمُقَرَّبِينَ ، تُعَزِّي أبَاکَ أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأُقِيمَتْ عَلَيکَ الْمَآتِمُ فِي أعْلَي عِلِّيينَ ، تَلْطِمُ عَلَيکَ فِيهَا الْحُورُ الْعِينُ ؛ وَتَبْکِيکَ السَّمَاوَاتُ وَسُکَّانُهَا ، وَالْجِبَالُ وَخُزَّانُهَا وَالسَّحَابُ وَأقْطَارُهَا ، وَالْأرْضُ وَقِيعَانُهَا ، وَالْبِحَارُ وَحِيتَانُهَا ، وَمَکَّهُ وَبُنْيانُهَا ، وَالْجِنَانُ وَوِلْدَانُهَا ، وَالْبَيتُ وَالْمَقَامُ وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ ، وَالْحَطِيمُ وَزَمْزَمُ ، وَالْمِنْبَرُ الْمُعَظَّمُ ، وَالنُّجُومُ الطَّوَالِعُ ، وَالْبُرُوقُ اللَّوَامِعُ ، وَالرُّعُودُ الْقَعَاقِعُ ، وَالرِّياحُ الزَّعَازِعُ وَالْأفْلَاکُ الرَّوَافِعُ.
فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَکَ وَسَلَبَکَ ، وَاهْتَضَمَکَ وَغَصَبَکَ ، وَبَايعَکَ